صفات الله تعالى لها أثر كبير على بناء العقل البشرى إذا استطاع العقل فهمها وتحليلها بالطريقة الصحيحة، لأن فهمه لهذه الصفات هى السبيل إلى إيمانه الكامل الذى لا يشوبه شك، فمثلاً إذا لم يقتنع الإنسان بأن الله هو الواحد الأحد الذى لا شريك له فكيف سيخضع لأوامره سبحانه وتعالى ولا يلجأ لأحد غيره.
وأيضاً إذا لم يؤمن عقل الإنسان بأن الله هو السميع البصير، فكيف سيبتعد عن ارتكاب المعاصى، والخروج عن طاعة أوامر الله جل وعلا.
إذاً فإن معرفة العقل البشرى بصفات الله معرفة كاملة، وإيمانه الكامل بها من داخل قلبه هو الذى سيجعل الإنسان يتحلى بالصفات اللازمة فى أفكاره وأخلاقه وعمله، ولا يحيد عن طريق الله المستقيم أبداً.
أيضاً فى صفات الله دليل على القانون الذى وضعه الله فى الأرض، وتوضيحاً لأن من يتبع ذلك القانون، ويؤمن به، ويطبقه فى حياته سينال رضا الله فى الدنيا والآخرة، وأن من لا يؤمن بهذا القانون حد اليقين فلن يستطيع أن يرضى الله وبالتالى سينال عقاب الله .
لذا فإن تفكر الإنسان فى الكون المحيط به، وفى حكمة الله فى الأرض، وفى صفات الله الجلية وفهمها بمعناها الصحيح مثل صفات الحكمة والعلم والرحمة والكرم والعفو والقهر والغلبة، كل تلك الصفات واضحة جلية أمام العقل البشرى، إذا استطاع فهمها بالشكل الصحيح، فحتماً سيكون إيمانه كامل وحقيقى وسيصل إلى أعماق قلبه، ولكن معظم الناس أساءت فهم تلك الصفات، الأمر الذى جعل العقل البشرى يخطئ ويشك فى وحدانية الله وقدرته، وهو ما جعلنا الآن نرى من يشك فى وجود الله سبحانه وتعالى، ومن يتخذ أكثر من إله، ومن يعبد أشياء من خلق الله مثل الشمس أو النار أو غير ذلك.
إذاً فإن صفات الله تعالى لها أثر كبير على العقل البشرى، إذا فهمها بالشكل الصحيح وصل إلى اليقين التام، وإذا أخطأ فهمها حاد عن الطريق المستقيم وخسر دينه.