صفات الله تعالى وأثرها فى بناء العقل البشرى:
صفات الله تعالى تتجلى فى أسمائه الحسنى التى توضح صفاته جل وعلا، التى توضح قدرة الله تعالى فى الكون فهو خالق كل شئ ومدبره، ولهذه الصفات أثراً واضحاً فى الحياة وفى النفس البشرية وفى بناء العقل البشرى أيضاً، فقد قال الله تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" وفى تلك الآية بيان واضح على أن الله قد خلق الإنسان لمهمة واضحة فى الأرض وهى عمارتها والتفكر فى صفات الله تعالى، وفى المقابل قد دبر الله لهم أمورهم، ووضع لهم أوامر ونواهى وتعاليم، وبعث إليهم الرسل ليقوموا بتعليمهم وتوجيهم إلى طريق الله ويعرفهم بحق الله عليهم بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وذلك من رحمة الله ولطفه بخلقه لذا فإن من صفات الله (الرحمن الرحيم) فرحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شئ، وآثار رحمة الله كثيرة لا يمكن حصرها فقد أحاط بكل شئ فهو بكل شئ عليم وذلك يتضح فى اسم (الملك) التى تعنى أن الله تعالى يتصرف فى ملكه كما يشاء فهو فعال لما يريد.
أيضاً من صفات الله تعالى (الغفار، التواب، العفو) فالغفار الذى يغفر الذنوب، والتواب هو الذى يقبل توبة العبد، والعفو هو الذى يعفو عن الهفوات والخطايا، وذلك يجعلنا ندرك أن الإنسان خطاء يرتكب ذنوب كثيرة، ولكنه فى نفس الوقت يسعى للتقرب من الله باتباع أوامره وتجنب نواهيه، ولكن من الممكن أن يخطئ العبد دون قصد هنا تأتى رحمة الله العفو الغفور الرحيم، وقد تكمن الحكمة من ذلك فى أن يعرف الإنسان قدر نفسه وأنه لولا لطف الله ورحمته لوقع فريسة للشيطان وإغرائه.
لذلك حث الله تعالى على ضرورة فهم صفاته والتفكر فيها، حيث أن لكل اسم من أسمائه سبحانه وتعالى عبادة يختص بها علماً ومعرفة وحالاً، فإذا فهم الإنسان معنى تلك الصفات سيستطيع أن يعبد الله حق عبادته، كما أنه سيخجل من ارتكاب المعاصى، وستزيد رغبته فى الرجوع إلى الله تعالى والتوبة من ذنوبه.
