ي
نسب قول يأتى عليكم زمان تصبح أعيادكم كأيامكم إلى الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، إلا أن ذلك ليس صحيح، لأنه قوله مأثور لم يرد ذكر صاحبه، وإنما تداول بين الناس ليعبر عن فتن آخر الزمان التى ستحدث بسبب ضعف الدين فى قلوب المسلمين، وبعدهم عن طريق الله سبحانه وتعالى، وإنشغالهم بالدنيا ومفاتنها، وكرههم للموت وهو ما قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه " يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت" وكل ذلك من علامات يوم القيامة.
وهو نفس المعنى الذى ورد فى القول المأثور، وربما قد نسب إلى الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه لأن هناك قول قد قاله الإمام على ويحمل نفس المعنى الموجود فى القول المأثور حيث قال رضى الله عنه " يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود" وهو قول فيه أيضاً وصف لما يحدث فى آخر الزمان، وما يتعرض له المسلم من فتن يمكن أن تزعزع عقيدته، وتجعله يسير فى طريق الضلال، وتغويه الدنيا لارتكاب الذنوب والمعاصى، ويصبح الدين مجرد عادة، والصلاة مجرد حركات بالجسم، فلا يشعر بها المسلم بقلبه، وإنما يؤديها بجسده فقط، وتصبح المساجد مليئة ولكنها أشبه بالفارغة لعدم وجود روحانيات بها، رغم تطورها وعظمة بنائها فى هذا الزمان، واختلافها عن أول الزمان، إلا أنها لا تكون كالمساجد الأولى فى الإسلام العامرة بالقلوب المؤمنة الموحدة.
