مقدمه//يجب أن نفهم أولا أنا الإنسان مخير في الأرض وليس مسير
إذن الإنسان مسؤول عن أفعاله والشر أو الفساد فالذي يفعله هو الإنسان وليس الله
قال تعالى: « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ « سورة الروم –الآية 41.
وعلي الإنسان أن يسعي لتعمير الكون ونشر الخير كما أمره الله وكما قلنا الإنسان مخير
الحكمة من خلق الخير والشر لا ينبغي على الإنسان طرح سؤال لماذا خلق الله الشر أو الاعتراض عليه؛ لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق وهو لا يُسأل عما يفعل، بل هو الذي يَسأَل، وأمّا الحكمة من وُجود وخلق الخير والشر فهي كما يأتي:[١][٢] الابتلاء والاختبار للمُكلف؛ حيثُ يرى الله -تعالى- مدى صبره وتحمّله للحياة والتي تقوم على الابتلاء، لِقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[٣] والبلاء هو امتحانٌ للإنسان في الخير والشر، سواءً أكان البلاء في المال أو الولد، أوغير ذلك. تحقيق ثُنائية الكون؛ فالخير لا يُعرف إلا من الشر، فبضدها تتميزُ الأشياءُ، والشر ضروريٌ لتدعيم الخير، والخير والشر وتقلّب الإنسان فيهما من طبيعة الحياة في الدُنيا. الشرُ أمرٌ نسبيّ؛ فالأمر الذي قد يراه البعض شراً قد يراهُ آخرون خيراً، فقطعُ يد السارق على سبيل المثال شرٌ له، ولكن فيه خيرٌ للمجتمع لأنَّ فيه ردع للناس من الاعتداء على أموال بعضهم البعض. تحقيق المعنى الحقيقيّ للاختبار العادل للمُكلّف؛ فقد بيّن الله -تعالى- للإنسان طريق الخير والشر، وأعطاه الحُرية في الاختيار بينهما. الشر يُخرج أجمل ما في النفس الإنسانيّة من خصالٍ حميدة؛ فعند الكوارث تزول الضغائن والأحقاد بين الناس، ويتكاتف المرء مع أخيه. الشر ضروريٌ لتحقيق التوازن البيئي الذي أوجده الله -تعالى- لحماية الأرض من الفساد. تحقيق الحكمة من استخلاف الإنسان في الأرض؛ وذلك من خلال تحويل الشر إلى خير، كما أنه وسيلةٌ من وسائل التربية والتأديب؛ كما هو الحال في القصاص والعُقوبات الرادعة، بالإضافة إلى كونه مُقدمةً لما بعده من الخير، وفيه استشعارٌ لنعمة العافية، وفوات الشر عن الإنسان، واستمتاعه بالنعم الحاضرة والعطايا من الله -تعالى-. الشر فيه تخويفٌ للعُصاة، وتنبيهٌ للغافلين، كما أنَّ فيه انتفاءٌ لفكرة البديل في الواقع، ليتحول تركيز الإنسان على الدار الآخرة. استشعار المؤمن لحلاوة الخير؛ إذ لا يُعرف الخير وحلاوته إلا برؤية الشر، كما هو الحال في التوبة؛ إذ لا يشعر التائب بحلاوة التوبة إلا بوجود الذنب.[٤] تحقيق معنى العُبوديّة التامة لله -تعالى-؛ وذلك من خلال اتباع أوامره، والخُضوع لما جاء عنه.[٥] بيان قُدرة الله -تعالى- وإظهارها على خلق المُتقابلات والمُتضادات، كالخير والشر.[٦] الشر سببٌ لانشغال المرء بما فيه نفع؛ مثل العلم النافع والعمل الصالح؛ لأن النفس لابد لها من أحد الضدين، فإذا لم تشتغل بالضد النافع الصالح اشتغلت بالضد الضار الفاسد.[٧