كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه
وكم يقرب من أعدى أعاديه
بيت شعر لعنترة بن شداد
الشرح:
يتحدث الشاعر هنا عن تقلبات الدهر وظلم الأقدار، حيث يعبر عن إحساسه بالأسى والحيرة تجاه ما يحدث في حياته. يقول إن الدهر يبعد عنه الأشخاص الذين يحبهم ويرجو قربهم (الأقارب أو الأصدقاء)، ويقرب إليه من يعاديه ويبغضه (الأعداء).
المعنى العميق:
البيت يعكس مشاعر الحزن والخذلان التي يشعر بها الشاعر بسبب المفارقات المؤلمة في حياته. فهو يرى أن الدهر لا ينصفه، إذ يُبعد عنه الأحبة الذين يعتبرهم عوناً وسنداً، بينما يُقرب إليه الأعداء الذين لا يحب وجودهم. هذه المفارقة تعكس شعور الإنسان بالعجز أمام تقلّب الأحوال وعدم استقرارها.
البلاغة:
التضاد: يظهر التضاد بين "يبعد" و"يقرب"، وبين "أقاربه" و"أعدى أعاديه"، مما يعزز من قوة المعنى.
التكرار: تكرار "كم" للتأكيد على كثرة هذه المفارقات وتكرار حدوثها.
الصورة الشعرية: تجسد حالة الصراع النفسي التي يعيشها الإنسان عندما تجور عليه الأقدار.
المغزى:
البيت يعبّر عن طبيعة الحياة التي كثيراً ما تخالف توقعات الإنسان، مما يجعله في حالة دائمة من التأمل في أفعال الدهر وتقلباته.