الرد على شبهة بحيرا الراهب وإنه قد علم النبي صلى الله عليه وسلم القرأن من الإنجيل هي إن حديث الراهب نفسه لم يذكر فيه أي شئ يدل على ذلك.
فالرواية كما ذكرت :
عن ابي موسى الاشعري قال :
"خرجَ أبو طالبٍ إلى الشامِ ومعه النبي صلى الله عليه وسلم في أشْياخٍ من قريشٍ ، فلما أشرفُوا على الراهبِ يعني بُحَيْرا هبطُوا فحلُّوا رِحالهُم فخرج إليهم الراهبُ ، وكانوا قبلَ ذلك يمرونَ بهِ فلا يخرُجُ إليهِم ولا يلتفتُ ، قال : فنزلَ وهم يحلونَ رِحالهُم فجعل يتخللهُم حتى جاءَ وأخذَ بيدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال : هذا سيدُ العالمينَ زاد البيهقيُّ : ورسولُ ربِّ العالمينَ ابتعثهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ فقال له أشْياخُ قريشٍ : وما علمكَ ؟ فقال : إنكم حينَ أشرفتُم من الثنيةِ لم يبقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرّ ساجِدا ولا يسجدونَ إلا لنبيّ ، وإني أعرفهُ بخاتمِ النبوةِ أسفلَ من غضروفِ كتفهِ ، ثم رجعَ فصنعَ لهم طعاما فلما أتاهُم به وكان هو في رعيةِ الإبلِ فقال : أرسلوا إليه ، فأقبلَ وغمامةٌ تُظلُّهُ فلما دنا من القومِ وجدهُم قد سبقوهُ إلى الشجرةِ ، فلما جلسَ صلى الله عليه وسلم مالَ فَيء الشجرةِ عليهِ ، فقال : انظروا إلى فَيء الشجرةِ مالَ عليهِ "
صححه الامام السخاوي في المقاصد الحسنة 87
- إنَّ كوكبةً من فرسانِ الرُّومِ أقبلَتْ على بُحَيْرَا كأنها تبحثُ عن شيءٍ . فلما سألها : ما جاء بكم ؟ قالوا جئنا لأنَّ نبيًّا يخرجُ هذا الشهر . فلم يَبْقَ طريقٌ إلا بعث إليها الناس – للقبضِ عليه فجادلهم بُحَيْرَا حتى أقنعهم بَعْثَ ما يطلبون . "
صححه الالباني في فقه السيرة 66
|||||
الْتِقَاؤُهُ بالرَّاهِبِ ، بَحِيرَا الذي تَفَرَّسَ فيه ورأى مَعَالِمَ النُّبُوَّةِ في وجهِه وبينَ كَتِفَيْهِ ، فلما سأل أبا طالبٍ : ما هذا الغلامُ منكَ ؟ قال : ابْنِي ، قال : ما يَنْبَغِي أن يكونَ أَبُوهُ حَيًّا ! قال : فإنه ابنُ أَخِي مات أَبُوهُ وأُمُّهُ حُبْلَى به . قال صَدَقْتَ ، ارْجِعْ به إلى بَلَدِكَ واحْذَرْ عليه يَهُودَ .
صححه الالباني في فقه السيرة 65"
وهنا نجد ان الرواية تعترف بنبوؤة محمد صلي الله عليه وسلم ولا يوجد أي كلمة تدل أنه أعطى النبي الانجيل أو علمه منها أي حرف لذا فمن يذعم بهذه الشبهة عليه أولا أن يقرأ الرواية كاملة ويعرف أن الرواية بها شهادة بأن النبي صلي الله عليه وسلم اخر المرسلين وانه لا يوجد أي شئ يدل علي التعليم هذا. كما إنه في الرواية قد قابل النبي مرة واحدة فهل يمكن ان يكون قد علمه الانجيل في مرة واحدة فقط.