قصة الراهب حنا الزمار:
كان الراهب حنا الزمار امىّ اى لا يعرف القراءة والكتابة لذلك لم يحفظ المزامير ولا يعرف القراءة فى الكتاب المقدس ولا يعرف الصلاة الربانية وما يعرفه فقط هو مقطع واحد يردده دائما فى صلاته وهو ( ابانا الذى فى السماوات ) وظل يبكى ليلا لان كل ليلة يدخل الرهبان الى قلاياتهم ( سكن الراهب وهو عبارة عن حجرتين ) لتلاوة المزامير وترتيل التسابيح وفى يوم من الايام ذهب الراهب باخوم الى قلاية رئيس الدير ليخبره عن ان الراهب الجديد ( حنا الزمار) لا يحفظ المزامير ولا يعرف الصلاة ولا القراءة فكيف له ان يلبس لبس الرهبان وهو لا يعلم كل تلك الامور فساله الرئيس كيف له معرفة ذلك فاجابه بانه وقف بجوارة ووجده يكرر نفس العبارة وهى ابانا الذى فى السماوات دون غيرها
فتحير رئيس الدير لانه يحب الراهب البسيط وفى نفس الوقت لا يريد ان يكسر قانون الدير حتى لا يهمل الرهبان الصلاة والمزامير فقرر ان يستدعيه وعندما ساله هل يحفظ المزامير فاجابه بالنفي وانه يردد فى الصلاة ما استطاع ان يحفظه فقط فاستنكر الرئيس لان قوانين الدير تستوجب ان يحفظ اجزاء من الكتاب المقدس والمزامير والتسابيح وطلب منه ان يغادر الدير فطلب الراهب ان ياخذ قلايته معه فاندهش الرئيس وتعجب وذهب بالفعل الى المخزن واحضر حبلا لكى يجر به القلاية وسحبها قائلا : سيري يا مبروكه فاندهش الاباء وهم يرون المبنى يتحرك لبعض الاميال وعاش فيه الراهب حنا المزمار وحيدا بمعزل عن الجميع