حضر الخليفة عبد الملك بن مروان شخصيا إلى بيت المقدس، فأرسل بكتبه إلى الأمصار يستشير رعيته فيما يصنع، فكانت إجابتهم "نرى رأي أمير المؤمنين موافقا ورشيدا إن شاء الله يتم له ما نوى من بناء بيته وصخرته ومسجده ويجري ذلك على يديه ويجعله تذكرة له ولمن مضى من سلفه". فكلّف اثنين ممن يثق بهما، وهما أبا المقدام رجاء بن حيوة من بيسان ويزيد بن سلام من بيت المقدس. فأوكل إليهما ببناء قبة السلسلة الموجودة الآن قبالة الصخرة فأعجبته وأمر بالبناء على هيئتها حيث أوقف عليها خراج مصر لسبع سنوات.
فاض عن بناء قبة الصخرة حوالي مائة ألف دينار فأرسلوا للخليفة عبد الملك بن مروان أن ينفقها فيما يحب. فكتب إليهما: قد أمرت لكما بجائزة لما وليتما من عمارة البيت الشريف، فكتبا إليه: نحن أولى أن نزده من حلي نسائنا فضلا عن أموالنا، فاصرفها في أحب الأشياء إليك، فأخبرهم بأن تسبك وتفرغ على القبة.