لقد نظم شعراء الدولة العباسية الأساليب الشعرية في ضوء حضارة الدولة وثقافتها، وطريقة تذوقها للفنون، لذا جاء الأسلوب الشعري أقرب من يكون إلى الرقّة في النسج، والدقة في التّصوير، وشاعت في الحواشي ألوان من الزخرفة اللفظيّة، والصنعة اللغوية، إضافة إلى النغمة الموسيقية التي تحرّك المشاعر والوجدان. وعليه، نجد أن الشعراء كلّما كانوا أكثر تحضراً مالوا إلى الزينة والاطافة في كل شيء، فالطّابع الحضري تغشاه الأناقة في كل جوانبه، وهو ما يدلّ على التطور في الأذواق، الرّقي في الأفكار، ورقيها، وهو السبب الذي دفع بالشعر إلى إيجاد أسلوب جديد تركن فيه النفس لتستريح عند جماله وتناسقه ورقّته.
من أشهر شعراء العصر العباسي نذكر المتنبي، والأصمعي، وأبا فراس الحمداني، وأبا العلاء المعرّي، وأبا نواس، وابن الرومي، وابن الفارض، وأبا العتاهية، وغيرهم من الشعراء