بعث الله الملاك إلى إبراهيم ليخبره بدمار قرية لوط، فرد سيدنا إبراهيم أن لوطاً عليه السلام موجود فيها، فكان الرد: نحن أعلم بمن فيها. ذهبت الملائكة إلى بيت لوط على هيئة بشر وما إن علم أهل القرية بهذين الشابين الوسيمين حتى جاؤوا إلى بيت لوط، و أرادوا الفاحشة في ضيوفه، فعرض عليهم لوط بالزواج ببناته، المقصود هنا بنات القرية، لكنهم رفضوا فجاء الوحي وقام بإخراج لوط وأهله من القرية إلّا زوجته، وكان ذلك ليلاً قبل أن يطلع الصبح، لأن موعد هلاكهم سيكون في الصباح. وفي الصباح تم عذاب قوم لوط بالصيحة التي تبعها عدد من الزلازل، إذ جعل الله عاليها سافلها ثم أمطر عليها حجارةً من سجيل، قال تعالى في سورة الحجر: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ* قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ* وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ* قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ* لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ). (الحجر: 67-77) ففي الصباح أرسل الله عليهم الصيحة، وهو الصوت الشديد المهلك، ثمّ أرسل الله جبريل عليه السلام فقام بجناحه برفع جميع مدنهم، وكن سبع مدن بما فيهن من الأمم بشراً كانوا أو حيوانات، وما يتبع لتلك المدن من أراضٍ و أماكن، حتى بلغ بهن عنان السماء إذ سمعت الملائكة أصوات ديوكهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، ثم أمطر عليهم بعد ذلك حجارة من سجيل.