فاطمة بنت أَسَد بْنُ هاشم بن عبد مَنافٍ القرشيَّة الهاشميَّة، زوجةُ أبو طالب عمّ النبي وأمّ عليٍّ بن أبي طالب كرَّمَ الله وجهَه، كان النبيّ صلّى الله عليه و سلّم يعيش في كَنَف جدّه عبدالمُطَّلب حتى الثامنه من عمره وتحديدًا عندما توفي جده انتقل لِبيت عمه أبو طالب، فأحتضنهُ هذا البيت عليه الصلاة والسلام واحتضنتْهُ امرأةٌ عظيمةٌ هي فاطمة بنت أسد فأعتبرتْه أحدَ أبنائها بل وأكثر ، كانت تُحبّ النبيَّ أكثر من أبنائها، فعندما توفي عبدالمطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها.
اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد ، فابْتسمت وقالت له: توصيني عنْ وَلدي محمّد، إنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي ؟ ففرح أبو طالب بذلك.
وبعدها اعتَنَت فاطمةُ بالنبي صلى الله عليه وسلم عناية فائقة ، وأولَتْه رعايتها وحبّها، وكانت تُؤْثِرُه على أولادها في المَطْعَم والمَلْبس لأنها كانت تقدر يُتْمه فكانت توليه اهتماماً كبيراً أكثر مِمّا تهتمّ بأبنائها رضي الله عنهم فإذا احتاج النبي صلى الله عليه و سلم كانت تُلَبّيه مباشرة فنعم الأمُّ فاطمة ، وكانت أيضًا تغسّله بالماء وتدهن شَعره وتُرجّله وتُطَيِّبُه، وكان النبي يحبّها ولا يناديها إلاّ بِـ (أمّي) لأنه لم يُلاقي اهتماماً كهذا إلا من أمه فاطمة بنت أسد، وكانت تحفظُ له نصيبه من الطعام إذا كان خارج البيت إلى أن يعود فيجد طامَه جاهزاً، ومن شدة حبها لِلنبي عليه الصلاة والسلام أنّها عندما تزوج السيدة خديجه دفعت إليه بفلذة كبدها ابنها عليّ بن أبي طالب ليكون في ولايته صلى الله عليه وسلم، بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، عزَم عليه الصلاة والسلام جزء أن يرُدَّ لها جُزْءاً مِنْ أفضالها.
تُشير بعضُ الكتُب إلّا أنّ النبي عليه الصلاة والسلام سمى بنته فاطمة على اسم هذه المرأة العظيمة التي كان يُناديها بأمي وهي فاطمة بنت أسد، فسمى بنته وسيدة نساء أهل الجنه فاطمه رضي الله عنها على اسمها من شدة حُبّهِ لها ..
وفي السنة الخامسه من الهجرة توفيت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فحزن النبي عليها حزنًا شديدًا . روي عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها النبي قميصه واضطجع معها في قبرها، فقالوا ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا فقال إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها إنما ألبستُها قميصي لِتُكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: لمـَّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال: (رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة) .
وقال: ( اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
"اللهمّ صلِّ على حبيبنا المُصطفى و على آله وصحبه أجمعين و على التّابِعينَ و مَن تبِعَهم بإحسان إلى يوم القيامة"
# صَلُّوا على نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم#
الكاتب: { علي اعمو}