ضعفت الحركة الاستعمارية التقليدية في أواخر القرن الثامن عشر بسبب عدة عوامل تاريخية وسياسية واقتصادية، أبرزها:
ظهور حركات الاستقلال: شهدت العديد من المستعمرات حركات استقلال، مثل الثورة الأمريكية (1775-1783) التي أفضت إلى استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، ما ألهم حركات مماثلة في أمريكا اللاتينية وغيرها من المستعمرات.
الثورات السياسية والفكرية: تأثرت المستعمرات بأفكار التنوير الأوروبية التي كانت تدعو إلى حقوق الإنسان، والمساواة، والحرية، ورفض الحكم الأجنبي. هذه الأفكار غذّت رغبة الشعوب المستعمرة في التحرر والاستقلال.
تكاليف الحروب الأوروبية: كانت الدول الاستعمارية الأوروبية تخوض حروباً مكلفة في أوروبا، مثل الحروب النابليونية، مما أضعف قدرتها على السيطرة على مستعمراتها. هذه الحروب استنزفت الموارد البشرية والمالية للدول الاستعمارية.
الركود الاقتصادي: شهدت بعض الدول الاستعمارية ركوداً اقتصادياً، مما أثر على قدرتها على تمويل وإدارة مستعمراتها بشكل فعال، وأدى إلى صعوبة استغلالها اقتصادياً بنفس الكفاءة السابقة.
تزايد المعارضة الداخلية: بدأ جزء من الشعوب في الدول الاستعمارية الأوروبية يعارض الاستعمار بسبب التكاليف المالية والأخلاقية المرتبطة به، ما ضغط على حكومات تلك الدول للتراجع عن سياساتها الاستعمارية.
نمو الوعي الوطني: في العديد من المستعمرات، بدأ السكان المحليون يطورون وعياً وطنياً وهويات ثقافية مستقلة، ما ساعد في زيادة المقاومة ضد الحكم الأجنبي والدعوة إلى الاستقلال.
كل هذه العوامل ساهمت في إضعاف السيطرة الاستعمارية التقليدية وفتح المجال أمام موجات من الحركات التحررية في مختلف أنحاء العالم