جزاء من نوي فعل شئ ولم يفعله سواء كان هذا الفعل حلال فإن الله سوف يتقبله خير اما اذا كان شر فإن الله عالم بالنوايا وهو من يعاقب علي ذلك فإذا كان المقصود بالنية مجرد خطور الحسنة أو السيئة بالقلب مثلا، ثم تركها فلا يترتب على ذلك ثواب ولا عقاب، وإن وصلت النية إلى درجة العزم والهم، فإن من عزم على حسنة ثم عجز عنها كتبت له حسنة كاملة. ومن عزم على سيئة فهوآثم، فإن تركها لوجه الله تعالى كتبت له حسنة، وإن عجز عنها لم يكتب له شيء. ففي الصحيحين: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة. انتهى.
قال ابن حجر في فتح الباري:
الهم ترجيح قصد الفعل تقول هممت بكذا أي قصدته بهمتي وهو فوق مجرد خطور الشيء بالقلب. انتهي.
وقال العيني في عمدة القاري:
ثم اعلم أن حديث ابن عباس هذا معناه الخصوص لمن هم بسيئة فتركها لوجه الله تعالى، وأما من تركها مكرها على تركها بأن يحال بينه وبينها فلا تكتب له حسنة ولا يدخل في نص الحديث