ادوات التوكيد الوارده فى الأية 53 فى سورة الزمر
والأية هى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
لم يرد فى هذه الأية غير أداة توكيد واحده وهى ( إِنَّ ) ولكن جاءت فى موضوعين وهما
الموضع الأول
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
الموضع الثانى
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
سورة الزمر مكية باستثناء الآيات من 52 إلى 54 ، فهي مدنية. "سورة من المثاني" وترتيبها بالمصحف 39 ويكاد هذه السورة تقتصر على قضايا التوحيد. إنها تدور باستمرار في قلب الإنسان ، وتمثل إيقاعًا مستمرًا على أوتاره ، ويهزّه باستمرار بعمق ليُطبع ويجعل حقيقة التوحيد حقيقة واقعة ، وينفي كل الشكوك والافتراءات في هذه الحقيقة.بالإضافة إلى التوحيد ، فإن " هذه السورة" لها بصمة القلب ، وقد وجدنا تعليمات فيها لإيقاظ هذا القلب وتنشيط حساسيته. مثل قوله قوله :(فبشر عباد *الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وتوجد ظاهرة في جو السورة فمنذ ذلك الحين ترتفع الظلال من أوله إلى آخره ، ويتبعه مشهد يوم القيامة في كل جزء مثل قوله (أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداًوقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمت ربه) وقوله أيضاً : (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) أما المشاهد الكونية قليلة بهذه السورة. ففي بداية السورة كان يوجد مشهد للكون وهو (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) كما يتضمن القرآن حقيقة الإنسان ولمسة أرواحهم العميقة ، ويذكر ظهور الإنسان في البداية.(خلقكم من نفس واحدة).وإنه يرد في الطبيعة البشرية للأوقات السعيدة والسيئة ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ).