عبر الشعراء عن ذكرياتهم فى ربوع بلادهم عن طريق الربط بين الاماكن التى كانوا يعيشون فيها فى الصغر وبين اشعارهم وقصائدهم فكانت الاماكن هى المحرك الاساسي لمشاعر الشعراء حيث ارتبطت الاماكن لديهم بالذكريات والاشجان وديار الحبيب ومن ذلك شعر امرئ القيس:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل |
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ |
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ |
لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ |
من تلك الابيات ايضا ابيات معلقة زهير بن ابي سلمي الذى وقف على ديار ام اوفي بعض انقضاء عشرين عام وعرف ديارها وقال لها داعيا ومحييا:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ |
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ |
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها |
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ |
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً |
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ |
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً |
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ |
|