554 مشاهدة
هل تكمن قيمة الفلسفة في المشكلات المطروحة
بواسطة

1 إجابة واحدة

0 تصويت
هل تكمن قيمة الفلسفة في المشكلات المطروحة

طرح المشكلة "مقدمة "

 إذا كانت الفلسفة حاجة ضرورية ولا يمكن للإنسان أن يستغني عنها باعتباره كائن القيم أي وحده صاحب العقل والفكر وإذا كان الفكر يدعو إلى التأمل والنظر.

 كانت قيمة الفلسفة بقدر ما يحمله الفكر، لذا يوجد من الفلاسفة من يعتقد بان الفلسفة كامنة في ما تطرحه من أسئلة على خلاف البعض ممن يعتقد أن حقيقتها غير ذلك بل فيم تقدمه من أجوبة وحلول. وانطلاقا من هذا برز إلى الوجود جملة من الأسئلة أبرزها .

هل قيمة الفلسفة ُاكتسبت من المشكلات التي تطرحها أم من خلال ما تقدمه من حلول لهذه المشكلات؟ بعبارة أوضح هل حقيقة الفلسفة ووجودها في أسئلتها المقترحة أم في أجوبتها المفتوحة ؟.    

محاولة حل المشكلة

التحليل :

الموقف الأول : يرى أنصار الموقف الأول أن قيمة الفلسفة تكمن في جملة المشكلات التي تطرحها وليست في كنه الأجوبة المقدمة يقول كارل يا سبيرس " أن الاسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة وينبغي أن نحول كل جواب إلى سؤال جديد ".

 ذلك لان طرح جملة من المشكلات يثير في نفسية الإنسان الدهشة والإحراج مما يحرك فيه نوعا من التفكير لذا قيل "الفلسفة ولدت لتسأل والإنسانية ولدت لتجيب " فالإنسان يتحرك فضوله فيندفع الى البحث والكشف عن الحقائق لذا اعتقد أصحاب هذا الموقف أن التوقف عند الإجابات الجزئية تعني التوقف عن البحث وبالتالي تصبح الفلسفة اسم بلا معنى.

والشاهد على ذلك المشكلات الكبرى التي تطرقت إليها الفلسفة منذ أن دأب الإنسان الأرض مثل مسالة الوجود وحقيقة المعرفة ومصير الإنسان ، وما أضافه الإسلام من قضايا أخرى كالجنة والنار والبعث ومسالة الروح ، لذا ما تزال قضاياها مطروحة وحلولها معلقة كليا أو جزئيا بين الحقيقة والخيال أو بين النفي والإثبات.     

النقد :

المناقشة : كن هل استمرار الإنسان في تعليق قضاياه وإكثاره من الأسئلة له ما يبرره . فقد تكون الأسئلة والمشكلات المطروحة غير مبررة من الناحية المنطقية أو الواقعية .

 فما قيمة السؤال إذا كان الجواب متعذرا ؟ وما قيمة الفلسفة كفكر إذا كانت تطرح الأسئلة وتثير المشكلات دون أن تقدم لها استفسارات ؟.

الموقف الثاني : يرى أنصار هذا الموقف أن قيمة الفلسفة تتجلى فيم تقدمه من حلول وإجابات ذلك لان الهدف الحقيقي من ورأى السؤال هو إيجاد الحل إذ إثارة المشكلات دون حلول عبث وخير شاهد على هذا الموقف ما قدمه الفلاسفة من إجابات وحلول . فإذا كان هدف الفلسفة هو الدعوى إلى تحقيق الخير والسعادة ، فان هذا لا يتحقق إلا بالوصول إلى حل المشكلات التي يطرحها العقل الإنساني ، فما حققه الإنسان من تقدم على مختلف الأصعدة وعلى كل المستويات ، كان بفضل إجابات العلماء والمفكرين والفلاسفة ، فالإجابة عن تساؤلات الإنسان نزعت عنه الإعياء وجعلته يتحرر من مختلف الخرافات .

 حيث توصل إلى ما كان يجهله عن طريق الإجابات التي تولدت عن الأسئلة       

النقد

المناقشة :نلاحظ انه ومهما تكن الإجابات المختلفة من طرف الفلاسفة فهي خالية من الدقة والموضوعية مما يدفعنا إلى التساؤل من جديد، ثم أن العقل البشري لا يجيب على كل التساؤلات وان أجاب فالإجابة تبقى ذاتية ولا يمكن لها أن تكون قانون عام يصح تعميمه على البشرية جمعاء .  

التركيب : وعموما إن قيمة الفلسفة لا تكمن في قضاياها التي تطرحها ولا حتى في الإجابات التي تقدمها ، وإنما تكمن قيمة الفلسفة فيم تقدمه من إثارة المشكلات وتقديم الحلول في الوقت نفسه .

 ذلك لكون العمل الفلسفي حركة ذهنية لا يتم إلا من خلا عناصر ثلاث هي التساؤل ثم البحث وأخيرا الإجابة إذ الأصل في الفلسفة أن تبتدئ بالسؤال وتنتهي بالإجابة وما دامت الفلسفة بحث مستمر فهي لا غنى لها عن الأسئلة لأنها هي من تحرك الأجوبة .

الخاتمة :

وفي الأخير يمكننا أن نختم مقالنا بالجواب التالي : تكمن قيمت الفلسفة فيم تطرحه من مشكلات "الأسئلة "من جهة ، وفي الحلول التي تقدمها لان السؤال يعد بمثابة الانطلاق والجواب أو الحل هو النهاية ، فكل الأسئلة والأجوبة ضرورية في الفلسفة .
بواسطة (6.8ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
90 مشاهدة
سُئل نوفمبر 26، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
253 مشاهدة
1 إجابة
1.1ألف مشاهدة
0 إجابة
201 مشاهدة
0 إجابة
294 مشاهدة
سُئل يونيو 24، 2018 بواسطة مجهول
1 إجابة
1.1ألف مشاهدة
0 إجابة
115 مشاهدة
0 إجابة
326 مشاهدة