تحليل قصيدة نزار قبانى لا تحبينى:
يظهر النص سطوة الشاعر فى علاقته مع المرأة من خلال أسلوب النص، وذلك يظهر من عنوان القصيدة ( لا تحبينى) الذى يوضح رفضه لتلك العلاقة، ويقول أن ذاك الهوى ما عاد يُغريه، وهو أسلوب نفي للفعل الماضي (ما عاد، ثم جاء بعده فعل مضارع (يُغريني) أى أن ذلك الحب حتى وإن كان يفيده سابقاً فالآن لم يعد ينفعه. فينصحها بالبعد راحة للطرفين، وبذلك يصلح هو سيد هذه العلاقة، وهو الذى يأخذ القرارات، حيث يقول أن الحب عنده حب الدنيا، وليس حب المرأة، فهذا الحب وهم.
استخدم الشاعر الجمل الإخبارية التقريرية لتفيد التقرير والتأكيد، وتعبر عن قناعة الشاعر برأيه. والجمل الإنشائية الطلبية تعبر عن سطوة الشاعر وقوة موقفه، ويظهر ذلك فى استخدامه لأدوات النفى (ما عاد، ليس يعنيني، ما همني، ليس يذهلني، لا فرق، لم تحبيني)، كما ادعى انه من خلق عيني المرأة، وأدار فمها الصغير، فهو الحاكم، والمتحكم في هذه العلاقة، وقد عبر عن قوته عن طريق الاستفهامات المتكررة فى بيت واحد ( ما أنت؟ ما عيناك؟ من دوني) وهذا يعبر عن أسلوب جديد في مخاطبة المرأة التي تعودنا –في أشعار العرب- أن تكون متمنعة، صعبة المنال، معشوقة لدرجة الجنون، لكن نزاًرا وضع المرأة في مكانة مرموقة بحبه لها ووصفه لمعالم وجودها في الحياة هذه حقيقة لا مفر منها، إلا أنه يُظهر تفوقه عليها في أقصى درجات حبه.