لكي تكتب رساله للامام الرضا كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً، وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عز وجل ثم بك من أمرٍ قد دهمني، وأشغل قلبي، وأطال فكري، وسلبني بعض لبي، وغير خطير نعمة الله عندي، أسلمني عند تخيل وروده الخليل، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إليّ الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي، وخانني في تحمله صبري وقوتي، فلجأت فيه إليك وتوكلت في المسألة لله جل ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عني، علماً بمكانك من الله رب العالمين ولي التدبير ومالك الأمور، واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة إليه جل ثناؤه في أمري، متيقناً لإجابته تبارك وتعالى إياك بإعطاء سؤلي، وأنت يا مولاي جدير بتحقيق ظني وتصديق أملي فيك في أمر( - تكتب الشكوى أو الحاجة هنا - ) فيما لا طاقة لي بحمله ولا صبرلي عليه، وإن كنت مستحقاً له ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عز وجل.
فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف، وقدم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بُسطت النعمة عليّ، وأسأل الله جل جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريبا، فيه بلوغ الآمال، وخير المبادي، وخواتيم الأعمال، والأمن من المخاوف كلها في كل حال، إنه جل ثناؤه لما يشاء فعال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل