اكمال قصة : في قرية بعيدة وادعة
قرية وادعة بعيدة عن المدينة وصخبها بيوتها المتراصة توحي لك بالمحبة والسكينة تطل على نبع يبدو في الليل كحارس امين ولهذه القرية قصةمع بائع متجول يدعى العم احمد فمذ كان شاب يافعا امتهن ذلك العمل , تراه يزور القرية مرة كل شهر كالهلال يحمل اشياء صغيرة واشياء كبيرة والناظر الى عربته المتواضعة يتملكه العجب من كم الاشياء التي تحتويها ,يتحلق الصغار والكبار حول العم احمد الذي اصبح شيخا كبير السن يشترون منه الملابس والعطور وبعض الاطعمة, اصبح العم احمد جزءا من هذه القرية ينتظره الصغار بفارغ الصبر ليروي لهم عن حكايته وطرائفه اثناء تجواله وله يعود الفضل في ان الصغار سافروا بخيالهم من خلال قصصه الى قرى ومدن لم يعرفوها في حياتهم ابدا ورغم ذلك فحياته الشخصية ظلت سرا لا يمكن انا يبوح العم احمد بشئ منه .
كان العم احمد كثيرا ما يبدأ حكاية ولا يكملها ويعود في رحلة قادمة ليكمل روايته وهكذا كان الصغار ينتظرونه كانتظار العيد ,يطيرون فرحا اذا ما بدأ قصة او حكاية ويتأففون عندما يحين وقت رحيل العم احمد ليخبرهم انه سيكمل الحكاية في المرة القادمة.
ذات يوم وخلال زيارته المعهودةالى القرية بدأ يروي للصغار حكاية طفل صغير ولد كفيفا لولديه وتوفيت والدته واعتنى به والده الى انا كبر وغادر العم احمد الصغار على امل ان يكمل لهم قصة ذلك الطفل الصغير الكفيف مر شهر ومر آخر وبدأ اهل القرية يتساءلون ترى ماذا حدث للعم احمد,هو لا يتأخر عن موعده, اقترب موعد العيد
وهو في هذا الموسم يأتي مبكرا وبدأت الحيرة والقلق على الصغار...أين العم احمد؟ إنا ننتظره ليكمل لنا الحكاية ونشتري منه ملابس العيد.
انقضى اكثر من شهرين وفجأة ذات صباح جميل سمع اهل القرية صوت بائع متجول ينادي بعبارات وكلمات تشيه عبارات وكلمات العم احمد , خرج اهل القرية صغار وكبار فرحين لعله العم احمد ولكن هذا الصوت صوت شاب صغير دهش اهل القرية عندما اكتشفوا انا هذا البائع المتجول هو شاب كفيف يشبه في ملامحه العم احمد التف الجميع حوله متساءلين من انت ايها الشاب وكانت دهشتهم كبيرة عندما قال لهم الشاب انه جاء ليكمل حكاية العم احمد التي بداها عن ذلك الصغير الكفيف وقال لهم انا ذلك الصغير الكفيف جئت لاكمل الحكاية التى بداها والدى هو سافر في رحلته الاخيرة منتقلا لجوار ربه وكان يحبكم ويفكر بكم دائما
تعجب اهل القرية الصغار والكبار ورحبوا به وفرحوا به كثيرا وحزنوا لفراق العم احمد حزنا شديدا
تركهم الشاب الكفيف وهو ينادى بصوت دافى ‘ على بضاعته
تابعوا الجميع هذا الشاب الكفيف وهو يختفي بجوار النبع ملوحا بيده وتملكتهم الدهشة وهم يرونه يشق طريقه بكل ثقة واطمنان وكان خطى العم احمد كانت منقوشة على ذلك الطريق يقتفي اثرها رغم فقدانه للبصر غادرهم وكلهم امل ان يعود ذات يوم بحكاية جديدة