كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير..
فضية الأسحار مذهبة الأصائل والبكور
كانت أرَقُّ من الزهور، ومن أغاريد الطيور..
..وألذّ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها ومعي الأحبة لا رقيب ولا نذير..
..إلا الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
أيام كانت للحياة حلاوة الروض المطير..
..وطهارة الموج الجميل، وسحر شاطئه المنير
نخاطب الأصداء، وهي ترف في الوادي المنير..
..ونعيد أغنية السواقي، وهي تلغو بالخرير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمر ما بين المروج الخضر، في سكر الشعور
نشدو، ونرقص ـ كالبلابل ـ للحياة، وللحبور
ونظل ننثر للفضاء الرحب، والنهر الكبير
ما في فؤادينا من الأحلام، أو حلو الغرور
ونشيد في الأفق المخضب من أمانينا قصور
أزهى من الشفق الجميل، ورونق المرج الخضير
وأجل من هذا الوجود، وكل أمجاد الدهور
أبدا تدللها الحياة بكل أنواع السرور
وتبث فينا من مراح الكون ما يغري الوقور