قدمت السيمياء للكيمياء :
فبالرغم من وجهة نظرالسيمايئين المحدودة وخلال عمليات الغلي والتقطير التي كانوا يقومون بها حصلوا على بعض التقدم . فاكتشفوا العديد من العناصر الأخرى التي لم يكن بعرفها أسلافهم . وأيضاً خلقوا كثيرا من المركبات الهامة . ولكن أتى تأثيرهم الكبير على علم الكيمياء الحديث عن طريق الأدوات وأجهزة المعامل التي كانوا يستخدمونها والتي ابتكروها والتي استخدموها وحسنها وطورها علماء الكيمياء فيما بعد .
وكان علم السيمياء في عصوره الأولى يعتبر مهنة شريفة . وأصبح كثير من السيماويين مقربين إلى الملوك والأمراء . وفيما بعد دخل إلى هذا الميدان كثرة من المستهترين والعديمي المبادئ وبسبب أعمالهم الغير شريفة اكتسبت هذه المهنة اسماً سيئاً رديئاً فبعد استعرا ض سحرهم أمام ضحاياهم المبهورين كانوا يعرضون عليهم المعدن الذي حصلوا عليه مدعين أنه ذهب إبريز . ويعرضون على الضحايا أن يبيعوهم الوصفة التي يمكنهم بها أن يحصلوا على ذهب مثله .
وقبل أن يكتشف الضحايا أنهم خدعوا وغرر بهم يكون هؤلاء قد حملوا عصيهم على كاهلهم وارتحلوا بعيداً . واخيراً اضطر كثير من المسئولين في المدن أن يقيموا مشانق خاصة لشنق مثل هؤلاء الدجالين وكان لهذا التهديد أثره الكبير في الحد من تدجيلهم وما أن حل القرن الخامس عشر حتى قارب جنون تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب على الاختفاء . فتدريجياً تحقق السيماويون أن مخاليطهم الكيماوية ومركباتهم قد تكون ذات فائدة في اغراض أخرى ، في مجال الطب مثلاً وبذلك بدأ الانتقال البطيء من السيمياء إلى الكيمياء العلمية .