كان إدريس عليه السلام أول من امتهن واكتشف الخياطة، فكان هو أول من خاط بالإبرة ودرز الثّياب، فالناس قديما يلبسون جلود الحيوانات، فكان عليه السلام هو من يصنع الملابس من الصوف بعد غزله ثم يخيطها بالإبرة، ثم يعلمها للناس، فبهذا كانت الخياطة مهنته الرّئيسية بعد مهنة النّبوة وإرشاد النّاس لطريق الحق. إلى جانب النّبوة والكتابة والخياطة كان إدريس عليه السلام هو أول من استخدم الخيول للهجرة بها، وبرع عليه السّلام أيضاً بالطّب والكيمياء وعلمهما لقومه، فلذلك يرجع سرّ الطّب في مصر إلى الملك الفرعوني الذي تعلّم من علم إدريس عليه السلام في ذلك العهد، حيث كان يلقب عليه السلام في مصر بهرمس الهرامسة (حكيم الحكماء). بفضل العلوم التي تعلمها يقال بأنّه هو أول من فكر ببناء الأهرامات في مصر بعد أن نبأه الله تعالى وأخبره بحدوث الطّوفان في عهد نوح عليه السلام، فلذلك كانت الأهرامات هي المكان الآمن الذي سيحمي علومه وتعاليمه وصناعاته وكتاباته من الغرق واندثارها في الطوفان، وكذلك قام بكتابة العلوم والحكم التي تعلمها حتى لا تندثر مع الزمن على تلك الجدران بيده.