اهميه الادب العربي في العصر الجاهلي
الأدب العربي في العصر الجاهلي
يعدّ الأدب العربي في العصر الجاهلي أقدمَ نتاج أدبي عربي معروف، وقد انشتر الأدب العربي في العصر الجاهلي في منطقة شبه الجزيرة العربيّة، لذلك تأثّر الأدب بالأحوال السياسيّة والتجارية التي مرّت بها الجزيرة العربية، وقدَّ سمَّى النقاد هذا العصر بعصر ما قبل الإسلام، فهو يسبق بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بحوالَيْ سبعين عامًا، وقد جاء تسمية الأدب الجاهلي بهذا الاسم من حال العرب في تلك الفترة الزمنيّة؛ فقد حكمت بينهم العصبية القَبَليّة، وشاعَت بينهم عادات تدلُّ على تفشّي الجهل في المجتمع في ذلك العصر، كوأد البنات والنزاع والحروب والثارات وغيرها، ولعلَّ قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم يفسّر المطلوب، فقد قال: ألا لا يجهلـن أحد علينَا فنجهلَ فـوقَ جهلِ الجَاهلينا وجدير بالذكر أنَّ الأدب العربي في العصر الجاهلي كان أدبًا عظيمًا خالدًا، فقد ارتقى الشعر كما ارتقت الخطابة في ذلك العصر، واحتلّ الشاعر والخطيب مكانة عظيمة عند الجاهليّين، حتَّى بقي شعرهم خالدًا حتى هذه الأيام، ولم يزل محطَّ اهتمام كثير من الدارسين والنقاد للقيمة الأدبية العظيمة التي يحملها هذا الأدب
ويُعتبر الشعر في العصر الجاهلي أسبق وأكثر انتشاراً من النثر، لأن الشعر يقوم على الخيال والعاطفة، أما النثر فيقوم على التفكير والمنطق، والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق. ونسبة لانتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية على الحفظ.
وتذكر المصادر أنه لا يمكن معرفة بداية الشعر العربي بدقة، لعدم وجود تدوين منظم في الجاهلية؛ فلا نعرف شعراً عربياً إلا قبل الإسلام بقرن ونصف.
ومن يطلع على الشعر الجاهلي يرى فيه الفخر والحماسة، حيث الفخر بالشجاعة والكرم والصدق والعفاف والفخر بالنفس والفخر بالقبيلة والمجتمع والبطولة والعفة، ولقد كان الشعراء يتبارون في مدح أسرهم وقبائلهم بقصائد فيها نوع من المبالغة. أما الحماسة «في الجاهلية» هي الشعر المتحدث عن تشجيع أفراد القبيلة للتصدي للأعداء، ولقد تبين في ذلك الشعر فن الهجاء بسبب كثرة الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية. ولكن كان الهجاء يتميز بالعفة والأخلاق.
أما الغزل في العصر الجاهلي فانقسم إلى قسمين:
1ـ غزل صريح: وهو نوع من الغزل يصّور جسد المرأة بطريقة مباشرة، ومن رواده الأعشى وامرؤ القيس.
2ـ غزل عفيف: وهو الغزل السائد في العصر الجاهلي بكثرة، حيث يصّور حياء المرأة وعفّتها وأخلاقها الجميلة، وقد تميز الغزل العفيف بكونه كان عفيفاً رفيع المستوى، يصوّر حياء وعفاف المرأة؛ ومنه قصيدة الشاعر الشنفري وهو من الشعراء الصعاليك.
وأيضا مثل شعر عنترة وزهير ابن أبي سلمى، وهما من أشهر شعراء العصر الجاهلي، وتذكر المراجع أن الغزل يعود، بسبب حياة الصحراء التي تفرض على ساكنيها الترحال الذي يفرق المحبين، وقد كانت المرأة عفيفة، ما زاد من ولوع الرّجال بأخلاقها، ولم يكن في البيئة الصحراوية ما هو أجمل من المرأة.
أما الوصف فقد كان اشتهر خلال ذلك العصر. كان الشاعر الجاهلي يصّور أي شيء تقع عليه عيناه، كالحيوانات، مثل الإبل والخيل الصحراء والجبال. من أبرز شعراء الوصف امرؤ القيس، وأخيراً المدح كان من ميزة الشعر والأدب في العصر الجاهلي.