علل هل حرية الانسان حرية مطلقة
ليست هناك حرية مطلقة على الإطلاق فيما عدا حرية الإنسان في نفسه، وحتى هذه الحرية مقيدة بتعاليم الله الخالق، فإن أساء الإنسان إلى نفسه فسوف يحاسبه الله على ذلك، أما الحرية المطلقة فإنها تعني الفوضى المطلقة، إن الحرية لا بد أن تكون لها حدود تقف عندها ولا تتعداها، فحرية الشخص يجب أن تقف عندما تبدأ حرية الآخر حتى لا يحدث تصادم بين الحريات ويبدأ الصراع، هذا فيما يتعلق بالحرية بصفة عامة، أما فيما يتعلق بحرية الرأي أو التعبير فهي لا تخرج عن الأصل العام وهو أنها ليست مطلقة وإنما مقيدة بعدم تجاوزها إلى الإساءة إلى الآخر باسم الحرية، وإلا أصبحت الحرية مصدرًا للصراعات، فأي إساءة إلى الآخر أو تجاوز في التعبير عن الرأي الموضوعي وتخطي هذا التعبير إلى الإساءة إلى الآخر لا تدخل في تعريف الحرية، وإنما تعتبر من قبيل الإهانة والإساءة إلى الآخر، وقد يجرمها القانون إذا كانت تشكل جريمة من الجرائم التي تندرج تحت وصف الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات، وقد يعتقد البعض أنه في منأى عن الوقوع تحت طائلة القانون حينما يسيء إلى الآخرين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه يتعذر الوصول إليه، وهذا اعتقاد خاطئ فكل ما يكتب في هذه الوسائل خاضع للرقابة من الأجهزة المختصة، ومن السهل جدًا الوصول إلى مرتكب الجريمة وتقديمه للمحاكمة عن التهمة المنسوبة إليه، لأن وسائل التواصل الاجتماعي لم تنشأ لارتكاب الجرائم خلسة في حق الأبرياء، وإلا أصبحت وسائل لنشر الفوضى وخرق القوانين في المجتمع، فليحذر كل مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي من الإساءة إلى الغير عبر هذه الوسائل اعتقادًا منه أنه لا أحد يراه، وفي جميع الأحوال يجب أن يعلم وهو الأهم أن الله سبحانه وتعالى يراه والملائكة تسجل عليه كل خطيئة.