قصة عاد
وهود دعا هود عليه السلام قومه إلى طريق الله عز وجل؛ إلى الإيمان بالله وعبادته، فقد كانوا يعبدون الأصنام ويتذللون لها، وقد قيل أنهم أولى الأقوام التي عادت لعبادة الأصنام بعد الطوفان الذي أصاب قوم نوح. وبالرغم من تكذيب قوم عاد لنبي الله هود، استمر في دعوته لهم بالترغيب والترهيب، فكان ردهم رفض وعظه وإرشاده، وأنهم لن يتركوا آلهتهم وأصنامهم، واتهموه بالسفاهة والكذب وأنه لم يأتِ لهم بدليل على على دعوته ونبوته وأن ما يفعلوه هو كفر وأن الله واحد ليس له شريك في الخلق ولا في الكون، وقالوا أنه قد أوذي من قبل آلهتهم لأنه يدعو لعبادة غيرها، وطلبوا منه أن يأتي بدليل صدقه على ما يقول (تم ذكر ذلك في المواضع الآتية: سورة الشعراء الآية (136)، سورة الأعراف، الآيات (66، 70)، سورة هود الآيات (53-54)). أتت جميع ردود قوم عاد بالرفض الباتّ والقاطع لعبادة الله عز وجل وتكذيب هود عليه السلام، وطغوا في الأرض وبطشوا وتجبروا وكفروا بآيات الله كلها وجحدوا وأنكروا رزقه وتباهوا بقوتهم وببنيانهم، فكانت الصفات التي لأجلها أهلك الله قوم عاد (الكبر والعند والتكبر والتجبر والبطش وإنكار ونسيان نعم الله والتمسك بالعادات والتقاليد المخالفة لشرع الله -أي عبادة الأصنام- دون تفكير) قال الله تعالى: "فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوة أولم يروا أن اللهَ الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّة وكانوا بآياتنا يجحدون"، سورة فصلت، الآية (15)، وقد ركزت معظم الآيات على الخطيئة الكبرى لقوم عاد، ألا وهي الكبر والتكبر والاستكبار (خطيئة إبليس التي خرج بسببها من الجنة). وبعد محاولات كثيرة لهود عليه السلام، ودعوة مستمرة دامت لسنوات، وبعد اشتداد طغيان قومه، قال لهم هود عليه السلام أن الله قد أوقع بهم غضبه لجدالهم عن آلهة قد نحتوها بأيديهم وهم من لقبها بالألقاب، وحذرهم بأن عقاب الله قادم لا محالة وأنه سيتنظر ذلك اليوم الذي سيحل فيهم العقاب الإلهي ليعرفوا مدى صدق كلامه ودعوته، وتبرأ من شرك قومه، ودعا ربه أن ينصره بدعوته على هذا الشرك (ذكر ذلك في الآية 71 من سورة الأعراف، والآيات 54-55 من سورة هود، والآية 39 من سورة المؤمنون.