اهمية بركليس في حياة اثينا
بركليس كان من أكثر السياسيين والخطباء البارزين فى تاريخ اليونان. يعنى اسمه Περικλῆς "المطوق بالمجد", كان حاكما لمدينة أثينا خلال عصرها الذهبى (القرن الخامس قبل الميلاد), وخاصة الفترة التى دارت فيها الحروب البيلوبونيزية بين الفرس والإغريق. كان لبركليس تأثير عميق على المجتمع الأثينى, لدرجة أن المؤرخ ثيوكديديس الذى عاصره قد لقبه بـ "المواطن الأول فى أثينا". وقد تمكن بركليس من تحويل الاتحاد الديلى الذى ضم أثينا مع بحر إيجة والمدن الأيونية, وضم 173 مدينة إلى امبراطورية أثينية تناطح أعظم الامبراطوريات في تلك الفترة.
وتعرف الفترة التى حكم فيها أثينا باسم "عصر بركليس" وهى الفترة الممتدة من حوالى سنة 461 إلى 429 قبل الميلاد.
وقد اهتم بركليس بتطوير الفنون والآداب, وإليه يرجع الفضل فى اكتساب بلاد اليونان مكانتها العلمية والثقافية الراقية فى العالم القديم, حيث تحولت فى عصره إلى المركز الأكبر للعلوم والآداب والفنون. فتذكر المراجع التاريخية أن بركليس قد خصص " ابولتين" لكل مواطن أجراً لدخوله ومشاهدة ما يعرض من المسرحيات والألعاب؛ فقد كان يرى آن الألعاب لا تعد ترفهاً تختص به الطبقات العليا والوسطى بل كان هدفها من وجهة نظره رفع المستوى العقلي والفكري لعامة الناس.
وقد بدأ مشروعاته الاصلاحية الطموحة ببناء المعابد الأشهر فى اليونان وهو معبد الأكروبولس والبارثينون, الذى كان له دورا هاما جدا فى تجميل المدينة واظهار عظمتها. ومن الناحية السياسية فقد عمل بركليس على مبدأ الديمقراطية الأثينية والمشاركة بين كل طوائف الشعب لدرجة جعلت النقاد يطلقوا عليه لقب "رجل الشعب".
ويمكن الاستشهاد على أعمال بركليس من خلال الأعمال الأدبية والفنية للعصر الأثينى الذهبى التى بقى منها الكثير حتى عصرنا الحالى, حيث يصفه المؤرخون بأنه حول مدينة أثينا ومنحها الخلود, وشأنه فى التاريخ شأن الاسكندر المقدونى وغيره من القادة العظماء فى التاريخ اليونانى, فكان وجوده برهاناً يثبت به التاريخ المبدأ القائل بأن خير وسيلة لتنفيذ الإصلاحات هي تلك القائمة على أسس الحرية والتعاون وأن أضمن الطرق لتثبيت هذه الإصلاحات زعيم حذر معتدل ، يستمتع بتأييد الشعب.