لم يكن هدف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من صلح الحديبية إبعاد قريش، ولا التّعرض لهم بالأذى، ولا القيام بعمرةٍ تؤدّى وتنتهي في لحظتها، ولم يكن الهدف أيضاً من الصّلح أن يدخل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع المسلمين إلى مكة المكرمة رغماً عن قريش، ولا الهدف بأن يدخل دين الإسلام أهل مكّة فقط، إنمّا كانت أبعاد الهدف أكبر من ذلك بكثير، فكان الهدف الأساسي نشر دين الإسلام، والدّعوة إليه في شتّى بقاع الأرض، بالرّغم من أنّ الإسلام في مكّة سيتأخر لسنوات، التي كانت من أحب البقاع إلى رسول الله، لكن نظرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للأمر كانت مختلفة، فقد كان ينظر إلى مدى بعيد، وفي الوقت نفسه ينظر إلى واقع الأحداث نظرة وا قعيه