سؤال لماذا خلق الله النار وبامكانه ادخال الجميع الجنة وهو ارحم الراحمين ؟
الجواب :
إن وجود العذاب والنار، يعتبر دافعاً للإنسان نحو الكمال؛ لأن شعور الإنسان بهذا الخطر يدفعه للسير في طريق الخير والصلاح؛ فإن طبيعة الإنسان مصمّمة بهذا النحو، إذ يندفع الإنسان في الغالب وفقاً للرهبة أو الرغبة.
وبعبارة أوضح: إن وجود الجنّة والنار يُذكي في الإنسان الدافع الداخليّ، والالتزام السلوكيّ، بينا إذا فرضنا عدم وجود الثواب والعقاب هناك، فلا دافع للإنسان نحو هذا الاتجاه أو ذاك، أمّا الالتزام بالمبادئ والسير على أساسها انقطاعا إلى الله وعشقا لعظمته، فهو محصورٌ بأفراد نوادر وأفذاذ في هذه الحياة، كأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام الذي يصف عبادته لخالقه بالقول: «مَا عَبَدْتُكَ خَوْفاً مِنْ نَارِكَ وَلَا طَمَعاً فِي جَنَّتِكَ لَكِنْ وَجَدْتُكَ أَهْلًا لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدْتُك»
إن عدم وجود حساب وعقاب، يعني تحوّل الحياة إلى عبث، كما صرّحت بذلك الآيات القرآنيّة الكريمة، يقول تعالى: ﴿أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ