صلوات في هيكل
افتتح الشاعر قصيدته بوصف الجمال العجائبي وصفا تميّزَ بتكرار كاف التشبيه ثماني مرات، مما أدى ذلك إلى زخرفة الكلمات وترتيب الألفاظ في وحدة بنائية متكاملة منسجمة مع روح النص ،وقد تداخلت فيها الحواس ، بدءاً من حاسة الذوق وانتهاءً بحواس أخرى حتى يصل إلى ابتسامة الطفل الصغير... فالمحبوبة لديها قدرة سحرية على إحياء النفوس وبث الفرح في الطبيعة... ١_عذبة أنت كالطفولة ، كالأح = لام كاللحن ،كالصباح الجديد.. محبوبتي فائقة الجمال رقيقة القلب رهيفة الحس والخيال، تبعث في قلبي إشراقة الصباح من شدة جمالها ونضارتها. ٢_ كالسماء الضحوك كالليلة القم = راء كالورد ،كابتسام الوليد. فهي كالسماء الصافية ،وكالقمر المتلألأ ليلاً يشع نوره في الوجود، آخذاً من جمال الورد زهوته، ومن ابتسامة الأطفال لطافته ورقته .. ٣_ يا لها من وداعة وجمال ==== وشباب منعم أملود .. يا لها من امرأة هادئة يتوهج نورها لطافة ودماثة ، وتزداد نضارة بحيويتها، وحسن قامتها ونعومة ملمسها، وروحها الطيبة... ٤_ يا لها من طهارة، تبعث التق = ديس في مهجة الشقي العنيد ... ويكثر استغرابه وتزداد دهشته من جمالها النقي وطهارتها التي تزيد من تعظيمها في قلب كل محب مغرم ذاب عشقاً بها.... ٥_ أي شيء تراك ؟ هل أنت فيني= س تهادت بين الورى من جديد .... يتساءل الشاعر: من أنت أيتها المحبوبة ؟ هل أنت آلهة الجمال والحب عادت إلى قلوب الشباب من جديد، تبعث في نفوسهم حب الجمال وعشق الحياة... ٦_ لتعيد الشباب والفرح المع= سول للعالم التعيس العميد ... لكي تعيدي إلى قلوب الشباب حب الجمال وتخليد الحب والخصوبة وحلاوة الكلام وطيب النعمة، وتزيلي الكآبة والحزن و المرض عنهم ... ٧_ أم ملاك الفردوس جاء إلى الأر= ض ليحيي روح السلام العهيد .... بل أنتِ الوادي الخصيب وبستان البركة والنعمة الذي يعيد روح المحبة والسلام إلى هذا العالم القديم بغية إدراكه ، وبث الحياة فيه من جديد... ٨_ أنت ، ما أنت ؟ أنت رسم جميل = عبقري من فن هذا الوجود .... أنتِ أعظم لوحة فنية زخرفها هذا الوجود ، وأبدع في تصميمها وتصويرها وتخليد ذكراها... ٩_ فيك ما فيه من غموض وعمق= وجمال مقدس معبود .. فيكِ اجتمعت كل مفاهيم الحياة وانكشفت كل أسرارها وظهرت خباياها أمام جمالك المقدس ،الذي وصل مرتبة العبادة والتعظيم... ١٠_ أنت روح الربيع ، تختال في الدن= يا فتهتز رائعات الورود ... جمالك فاق جمال أزهار الربيع التي تتفتح عند قدومه ، وتزداد تألقاً ونضارة وجمالاً ، وترقص فرحاً عند رؤاك ولقياك... ١١_ وتهب الحياة سكرى من العط = ر ويدوي الوجود بالتغريد .. جمالك مثل رائحة أزهار الربيع الفواحة التي تكاد تنعش الناس بعطرها فيسكرون برائحة أريجها ، ثم تصدح بأعذب الألحان رقة وجمالا وبهاء... ١٢_ كلما أبصرتك عيناي تمشي = ن بخطو موقع كالنشيد... عندما تنظر عيناي إلى جمالك الأخّاذ وخطواتك الساحرة تزداد نشوة وبهجة، ثم يتفّوه لساني بأعذب الكلمات وأفضل النغمات... ١٣_ خفق القلب للحياة ، ورف = الزهر في حقل عمري المجرود ... حتى قلبي ازدادت نبضاته عندما رأى جمالك الفاتن والساحر، وأخذت أوراق الأزهار تصفق فرحا لكِ ، ودعت لكِ بحياة مليئة بالسرور وخالية من كل حزن و غم .... ١٤_ وانتشت روحي الكئيبة بالحب = وغنت كالبلبل الغريد.. وقد سقطت روحي الحزينة سكراً في محراب حبك ، وقامت تنشد أروح الألحان وأعذب النغمات ، فقد غدت أشبه بالبلابل المغردة الجميلة.