بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس في تلقيهم للعلم علي ثلاثة اقسام اذكرها ؟
قال الرسول :
مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله مِن الهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا؛ فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَت المَاءَ فَأَنْبَتَت الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ, وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَت المَاءَ فَنَفَعَ الله بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا, وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً؛ فَذَلِكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ, وَمَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». [رواه الشيخان, واللفظ للبخاري]
يشير الحديث الشريف إلى أن الناس يتفاوتون في الاستفادة من العلم والهدى، حيث ضرب لذلك مثلا رائعا في نزول المطر على الأرض, وانتفاعها به, حيث شبهَ الْهُدَى والعلم الَّذِي جَاءَ بِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَيْثِ, مصنفا الأَرْض ثَلاثَة أَنْوَاع, وكذلك النَّاس على النحو التالي:
َالنَّوع الأَوَّل مِن الأَرض ينتَفِع بِالمطر ويستفيد منهِ، فيَحيا بعد أَن كان مَيِّتًا, وَيُنبِتُ الْكَلأ والعشب, فَينتفع به النَّاس والدَّواب والزَّرع وغيرها, وكذلك النَّوع الأَوّل مِن النَّاس, يبلُغه الهُدى والعِلم فيتلقاه ويحفظه ويفهمه فيحيا قلبه, ويعمل بِهِ, ويعلّمه غيره, فينتفِع وينفع. وبالتالي فهو العالِم العامِل المعلِّم.
وَالنَّوْع الثَّانِي مِن الأَرْض ما لا تقبل الانتفاع في نفسها ، ولكن فيها فائدة وهي إمساك الماء لغيرها، فينتفع به الناس والدوابّ, وَكَذَلك النَّوع الثَّانِي مِن النَّاس, لهم قلوب حافظةَ , لكن ليست لهم أفهام ثاقبة , ولا رسوخ في العقل فلا يستنبطون المعاني والأحكام , ولا يجتهدون في تطبيقها , فهم يتلقون العلم ويحفظونه حتى يأتي من يستفيد، فيأخذه منهم وينتفع به , فَهؤُلاءِ اكتسبوا العلم ونفعوا به غيرهم.
وَالنَّوْع الثَّالِث مِن الأَرْض السِّبَاخ الَّتِي لا تُنْبِتُ, فَهِيَ لا تنتفع بالماء ولا تمسكه لينتفع به غيرها ، وكذلك النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة ولا أفهام واعية، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ولا يحفظونه لينفعوا به غيرهم