معاني صيغ الزوائد
ذكر الصرفيون أنَّ الزِّيادة هي إلحاقُ الكلمة ما ليس فيها و أشاروا إلى أنَّ أغراض هذه الزِّيادة هي :
1- إفادة معنى،و القصد من ذلك الحصول على معنى جديدٍ لم نحصل عليه من المجرّد ، كما قيل (الزيادة في المَبْنَى زيادة في المعنى)، و تحديد الزيادة في المعنى لا يُعرف إلا في ضوء معرفة سياق الجملة ، و لذلك كانت الزِّيادة عاملاً مهماً في نماء اللُّغة العربية و تكوين ثروة لغوية أوجدتها الحاجة .
2- ضربٌ من التَّوسع (الإلحاق)، و ذلك : أن يكون الغرض من الزِّيادة لتكثير الكلمة فتلحق بالرباعي لإفادة معنى على سبيل التَّوسع في اللُّغة أي: إنَّ الغرض من الزِّيادة لفظيٌّ بحت .
3- زيادة بناء فقط لا يُراد بها شيء ممّا تقدَّم ، و قد رفضَ بعضُ اللُّغويين ذلك، و رأى أنَّ هذا النَّوع من الزِّيادة يفيدُ التأكيدَ والمبالغة . أمّا قولهم إنَّ ( أقال ) بمعنى ( قال ) فذلك تسامح منهم في العبارة .
إنّ معاني أحرف الزيادة كثيرة جدّاً ، و قد أثبت الصرفيون قسماً منها ، و تركوا قسماً آخرَ ـ موجود في كتب اللغة و المعجمات ـ بغية الاختصار و الاقتصار على المشهور
1-أفْعَل
تأتى لعدَّة معان:
1- صيرورة شيء ذا شيء: كأوْرَقَ الشَّجرُ : صار ذا ورقٍ ،و ألبنَ الرجلُ وأتمرَ وأفلسَ: صار ذا لبَن وتمْر وفُلُوس، ومنه المثل المشهور: ( قد أعْذرَ مَن أنْذر) ؛ أي: صار ذا عُذرٍ.
2- الدخول في شيء: مكانًا كان أو زمانًا، كأشأم وأعرقَ وأصبحَ وأمسى، أي: دخل في الشأم، والعراق، والصباح، والمساء.
3- السَّلْب والإزالة: كأَقذيتُ عينَ فلان، وأعجمتُ الكتابَ: أي: أزلتُ القَذَى عن عينه، وأزلتُ عجْمة الكتاب بنقطه.
4- مصادفة الشيء على صفة: كأحمدت زيدًا: وأكرمته، وأبخلته: أي صادفته محمودًا، أو كريمًا أو بخيلاً.
5- الحينونة أو الاستحقاق، كأحصَدَ الزرع، وأزْوَجَتْ هند؛ أي استحق الزرع الحَصاد، وهند الزَّواج.
6- التعريض، كأرهنت المتاع وأبَعْتُهُ؛ أي عرّضته للرهن والبيع.
7- التمكين، كأحفرته النهر؛ أي: مكّنته من حَفْره .
8- أن يكون بمعنى استفعل، كأعظمته؛ أي استعظمته .
9- أن يكون مطاوعًا لفعّل بالتشديد، نحو: فطَّرته فأفطر. وبشَّرْته فأبشر.
10- وربما جاء المهموز كأصله: كسَرَى وأسْرَى.
11- الإغناء عن الأصل لعدم وروده، كأفلح؛ أي: فاز.
12- ندر مجيء الفعل متعديًا بلا همزة، ولازمًا بها، كنَسَلْتُ ريش الطائر، وأنسلَ الريشُ، وعرَضْتُ الشيء: أظهرته، وأعرض الشيء: ظهر، وكَبَبْتُ زيدًا على وجهه، وأكبَّ زيد على وجهه، وقَشَعَتِ الريحُ السحاب، وأقشعَ السحابُ، قال الشاعر:
*كما أَبْرَقَتْ قوْمًا عِطاشًا غَمامةٌ * فلما رأوْها أَقْشَعَتْ وَتجَلَّتِ*
2- فَاعَلَ
1- التشارُك بين اثنين فأكثر، وهو أن يفعل أحدهما بصاحبه فعلاً، فيقابله الآخر بمثله، وحينئذ فيُنْسَب للبادئ نسبة الفاعلية، وللمقابل نسبة المفعولية. فإذا كان أصل الفعل لازمًا صار بهذه الصيغة متعديًا، نحو ماشيته والأصل: مَشَيت ومشى.
2- المُعاملة ، قايَظَهُ ؛عامَلَه بالقيظ ، و يكثر هذا الاستعمال إذا كان الفعل مشتقاً من أسماء الزّمان ؛ كقولهم: ياوَمَه ، إذا عامله باليوم ، و مثله: شاهَرَه ، ، و صايَفَه ،و عاوَمَه .
3- المُوالاة، فيكون بمعنى أفعل المتعدّي، كـ"واليت" الصوم وتابعته، بمعنى أوليتُ، وأتبعتُ بعضَه بعضًا.
4- بمعنى فعَّلَ المضعف للتكثير، كضاعفت الشيء وضعَّفته.
5- بمعنى المجرّد ، كدافع ودَفع، وسافر وسفَر.
6- وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته، كـ{يُخادعون الله}، جعلت معاملتهم لله بما انطوت عليه نفوسهم من إخفاء الكفر، وإظهار الإسلام، ومجازاته لهم، مخادعة.
3- فَعَّلَ
1- التكثير في الفعل، كجَوَّل، وطَوَّف: أكثر الجَولان والطَّوَفان، أو في المفعول، كـ{غلِّقَتِ الأبواب}، أو في الفاعل، كمّوتَتِ الإِبلُ وبرَّكَتْ.
2- الإزالة، كجَرَّبتُ البعيرَ وقشَّرْتُ الفاكهة، أي أزلت جَربه، وأزلت قشره.
3- صيرورة شيء شبه شيء، كقوَّس زيدٌ، وحَجَّر الطين؛ أي صار شبه القوس في الانحناء والحجر في الجمود.
4- نسبة الشيء إلى أصل الفعل، كفسَّقْت زيدًا، أو كفَّرْته: نسبته إلى الفسق، أو الكفر، جَهَّلتُه : نسبتُه إلى الجهل.
5- التوجُّه إلى الشيء، كشرَّقْتُ، أو غرَّبت: توجهت إلى الشرق، أو الغرب.
6- اختصار حكاية الشيء، كهلَّلَ وسبَّح ولَبّى وأَمَّن: إذا قال لا إله إلا الله، وسبحان الله، ولَبّيْك، وآمين.
7- قبول الشيء، كشفَّعت زيدًا: قبلت شفاعته.
8- بمعنى تفعّل، كولىّّ وتوَلَّى وفكَّر وتفكَّر.
9- الإغناء عن أصله لعدم وروده، كعَيَّره إذا عابه، وعجّزت المرأة: بلغت السن العالية.
4-انْفَعَلَ
يأتي معنى واحد، وهو المطاوعة، ولهذا لا يكون إلا لازمًا، ولا يكون إلا في الأفعال العلاجية. ويأتي
أـ لمطاوعة الثلاثي كثيراً، كقطَعته فانقطع، وكسَرته فانكسر.
ب ـ مطاوعة (أفْعَلَ)، كأطلقته فانطلق.
ج ـ مطاوعة (فَعَّلَ) وعدّلته - بالتضعيف - فانعدل، ولكونه مختصاً بالعِلاجيات، لا يقال: علَّمته فانعلم، ولا فهّمته فانفهم.
والمطاوعة: هي قبول تأثير الغير.