توجد مهارات مختلفة يتميز بها التفكير الفلسفي، وهي كالآتي:[٢] الشك: يعرف اللغويون الشك على أنَّه التردد بين نقيضين أو رأيين، لكل منهما حججه وظروفه، ويتجه الشك في الفلسفة إلى تجاهين، الأول؛ هو الشك المذهبي أو المطلق، حيث يبقى الفيلسوف شاكاً طوال حياته ولا يتوقف عن الشك دون الوصول لجوابٍ أو حقيقة، الثاني؛ الشك المنهجي، حين يتخذ الفيلسوف الشك منهجاً أو أسلوباً حتى يقوده إلى نتيجةٍ منطقية أو جواب أو حقيقة. النقد: يعني النقد عدم قبول الأفكار أو رفضها، إلا بعد تمحيصها أو التفكير فيها من خلال المنطق والحجج العقلية، ومحاولة فحص قيمتها وقيمة الآراء التي تعبر عنها، ومحاولة تصنيف الأفكار إن كانت صحيحةً أم خاطئة، وهناك نقد ضعيف، يستخدم للدفاع عن أفكارٍ مسبقة نقتنع بها، ونقد محكم أو قوي، يطبقه الإنسان والفيلسوف على كل الأفكار دون تمييز. الحوار: يهدف الحوار إلى الجدل مع الآخرين من أجل الوصول إلى حقيقةٍ ما، ويتميز الحوار الفلسفي بتقبل الآخر واحترام وجوده، واستبعاد الآراء المسبقة، وعدم التعصب للرأي أو الحكم من خلال أحكامٍ جاهزةٍ مسبقة. التحليل والتركيب: لا يمكن للمفكر أو الفيلسوف فهم مشكلة أو حلها إلا من خلال تحليلها أو تفكيكها إلى أجزاء، ودراسة كل عناصر وأجزاء هذه المشكلة من أجل فهم تفاصيلها، ثمّ يمكن له التركيب الذي هو إعادة لربط أجزاء المشكلة أو الفكرة من خلال روابط جديدة تجعل الأجزاء أوضح، وبالتالي يمكن له الوصول إلى نتيجةٍ أو حل المشكلة. التعميم والتجريد: المقصود بالتعميم، عدم النظر إلى الجزئيات، بمعنى أنَّ على الفيلسوف ألا ينظر إلى مشكلةٍ فردية يمكن أن يتعرض لها أي إنسان في مكانٍ وزمان محددَين، بل يحاول الفيلسوف حل المشاكل والتفكير في الكليات، بطريقةٍ عامة تكون قادرةً على حل المشكلات في أي زمانٍ، وأي مكان، والمقصود هنا أن تكون الأفكار والحلول شاملةً ودائمة، أما التجريد فيهدف إلى دراسة الأفكار والأشياء بحيث يمكن تجاوز قيمتها المادية إلى قيمٍ معنويةٍ وإنسانية دائمة
تعتمد الفلسفة على التفكير، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ التفكير ميزةٌ أساسية منحها الله لكل إنسان، وبهذا لا يكون التفكير محصوراً بالفلاسفة وحدهم إنَّما يرتبط التفكير بكل إنسان، أما التفكير الفلسفي الذي يطرح التساؤلات المختلفة من خلال العقل، فإنَّ لكل إنسانٍ عقلاً، ولا بدَّ له أن يتفلسف في لحظةٍ ما، ويفكر في أي أمرٍ ما من حوله، أو يشك، ويحاول معرفة الحقائق وأسئلة الوجود وأعماق الأشياء، كما أنَّ التفلسف مفروضٌ على الإنسان كمعطى عقلي، أي أنّه جزءٌ من تكوين العقل البشري