دارت أحداث البيعتين بعدما اشتد الأذى الواقع على المسلمين ، من قبل أهل قريش ،وقتها كان النبي في بداية الدعوة الإسلامية و قد بدأ المسلمين في الخروج من مكة المكرمة ، و هنا كان ضروري على رسول الله التجهيز للهجرة ، و هنا وقعت البيعة الأولى عندها و كانت على الطاعة ، و كان عدد المسلمين وقتها قليل جدا و كانت الدعوة سرا ، و قد بايعوا النبي في موسم الحج على السمع و الطاعة و العسر و الرخاء .
بيعة العقبة الثانية
– رجع مصعب بن عمير في هذا التوقيت إلى مكة المكرمة ، و عدد من الانصار و كان ذلك في موسم الحج ، و دار الحديث بينهم و بين رسول الله حيث قالوا له : «يا رسول الله نبايعك؟» ، فقال لهم : «تبايعوني على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل ، و النفقة في العسر و اليسر ، على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و أن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم ، و على أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم و أزواجكم و أبناءكم ، و لكم الجنة » .
– كل هذه الأحداث دارت في أيام التشريق ، و يذكر أن المسلمين قد خرجوا متخفين لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ذلك لأن هذا الوقت هو الأشد تنكيلا بالمسلمين من قبل المشركين .
– لم يكن هذا الأمر هو نهاية محرقة للمسلمين ، و إنما كان بداية لفتح عظيم ، كان النبي وقتها مع عمه العباس و لم يكن وقتها قد أسلم ، و لكنه كان فقط يحاول حماية ابن أخيه ، و قد عرفت هذه المبايعة في بعض كتب التاريخ بمبايعة الحرب ، و ذلك لأن هذه البيعة ذكر فيها كلمة القتال في حين لم تذكر في البيعة الأولى ، و كانت في ذي الحجة التي سبقت الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر .