تطلب اعتناق الأتراك لدين الإسلام فترة طويلة من الزمن، ويعزى هذا الأمر إلى أن التبادل الثقافي بين الأتراك والمسلمين الذي حدث بشكل تدريجي وعلى امتداد وقت طويل، وبالتالي، لم يدخل الأتراك الإسلام رهبة من قوة السيف، وإنما عن طريق التعامل والتبادل الثقافي الذي جمعهم بالعرب، وكانت نقطة التحول المفصلية في عملية دخول الأتراك في الإسلام، عندما أسلم ستوق بغراخان، حاكم الإمبراطورية القراخانية، الذي يرجح أنه قد تأثر بدوره بأحمد بن فضلان، وأسلم الأتراك على امتداد سنوات طويلة وصلت إلى حدود 300 سنة. وعندما اعتنق الأتراك الإسلام وأدركوا الشرف الذي مني به، أكسبهم ذلك قوة إضافية لا يُمكن وصفها، وقد مكنهم ذلك من تأسيس دولة كبيرة وعصية، وصلت إلى حدود انبثاق الإمبراطورية العثمانية. في الوقت ذاته، ساهم الأتراك في نشر الإسلام في أقاصي البلاد، يدفعهم على ذلك إيمان ورغبة وحب كبير لهذا الدين، تشربوه على مدار السنين.