تحضير درس غار حراء
الحديث عن غار حراء حديث شيق وممتع وسنجد كثيرا للتحدث فيه فهو مكان رسول الله صلي الله عليه وسلم للتعبد والاختلاء بنفسه تاركا متاع الحياه للتعبد والتأمل وكما وصفت السيده عائشه رضي الله عنها
ثم حُبِبَ إليهِ الخَلاءُ، فكانَ يلْحَقُ بغارِ حِرَاءٍ، فيَتَحَنَّثُ فيهِ قالَ: والتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ الليالِيَ ذواتِ العددِ، قبْلَ أن يَرجِعَ إلى أهلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذَلِكَ، ثمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ، فيَتَزَوَّدُ بمثْلِهَا)
وكان الطريق لغار حراء اشبه بالمعجزه من شدة صعوبتة فكان يقع في جبل النور الذي يبلغ طوله 642 مترا والغار يتسع لعدد قليل من الرجال ولابد من التحرك فيه بحذر شديد وكان الغار يزداد خوف ورهبه في الليل ونزل الوحي علي رسول الله في غار حراء حين نزل عليه جبريل عليه السلام وقال له : (اقرأْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما أنَا بِقَارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتى بلغَ مني الجَهدَ، ثم أرسلنِي فقالَ: اقرأْ، قلتُ: ما أنَا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانيةَ حتى بلَغَ مني الجَهدَ، ثم أرسلَني فقالَ: اقرأْ، قلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخذَنِي فَغَطَّنِي الثَالِثَةَ حتى بلَغَ مني الجَهْدَ، ثمَّ أرسلَنِي فقالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ)،
وعاد الرسول الي السيده خديجه ليقص عليها
ويتسائل أمامها فيقول: (أيْ خَدِيجَةُ، مَا لِي، لقدْ خَشِيتُ على نفسِي)، ويأتي الجواب من زوجته الأمينة المصدّقة له مُطَمئِنةً إيّاه فوراً: (كلَّا، أَبْشِرْ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا، فواللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِمَ، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحقِّ) فذكرت له خديجةٌ صفاته العظيمة التي لا يمكن معها أن يهينه الله -تعالى- أو يخزيه
