التطور الحضاري في الدولة الرستمية
نشأت الدولة على يد الأمير عبد الرحمن بن رستم الذي فر من القيروان باتجاه تيهرت بالمغرب الأوسط ، بعدما طارده الأغالبة العباسيين ، حيث توافد عليه مجموعة من العلماء من جميع الأقطار من طرابلس وجبل نفوسة ثم بويع له بالإمامة نظرا لعلمه ومكانته وكان ذلك عن طريق الشورى.
بعد وفاة عبد الرحمن بن رستم ترك الأمر في ستة أشخاص فوقع الاختيار على ابنه عبد الوهاب ، هذا الأمر جعل مجموعة من المعارضين للحكم الوراثي الذي لا يرضاه المذهب الإباضي يخرجون على حكم عبد الوهاب وقاد الحركة يزيد بن فندين ، وسمي أتباعه بالنكارية ، لكن هذه الحركة باءت بالفشل واستتب الأمر لعبد الوهاب الذي بسط نفوذه وسيطرته وعقد تحالفا مع الأمويين في الأندلس ضد الأغالبة العباسيين في إفريقية ، واستمر الحكم في سلالة عبد الوهاب فيما بعد ، وازدهرت خلالها التجارة في مدينة تيهرت .
بعد قيام الدولة الفاطمية وقضائها على حكم الأغالبة استولت الجيوش الفاطمية على تيهرت ومناطق نفوذ الرستميين وخلع آخر حكام الرستميين وهو يقضان بن محمد سنة 909 م ، ففر الإباضيون إلى ورقلة ثم وادي مزاب حيث استقر بهم المطاف.