اللحظات النيرة في الحضارة العربية الإسلامية :
مرحلة التكوين والاعداد : بدأت مع نزول الدين الإسلامي، وبدأ بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وتمثلت في تكوين وتشكيل الإنسان المسلم تكوين ديني شامل لكافة مظاهر حياته الدينية والدنيوية، وشكلت أساس قيام الحضارة الإسلامية العربية لتركيزها على الفرد والذي يعتبر نجاحه أساساً لقيام أي حضارة ناجحة.
مرحلة التبليغ ونشر الدعوة : وتشكلت في مرحلة الفتوحات الإسلامية التي بدأها الخلفاء الراشدون وتابعها الخلفاء الذين قدموا فيما بعدهم، وشكلت هذه المرحلة دوراً مهماً في توسيع رقعة الدولة الإسلامية ونشر حضارتها في بقاع واسعة من العالم بفضل ما حملته هذه الفتوحات من تبليغ وتعليم لأسس حضارة الإسلام للأمم الأخرى، والتي تمثلت في الدين الإسلامي واللغة العربية، ووصلت هذه المرحلة إلى أوجها خلال العهد الأموي.
مرحلة اللقاء الحضاري والثقافي مع الحضارات الاخري: بدأت مع بداية العهد العباسي واستمرت حتى منتصف القرن الرابع للهجرة، وتتمثل في الالتقاء الحضاري والثقافي الذي حدث ما بين الحضارة الإسلامية وغيرها من الحضارات والشعوب، حيث اهتم المسلمون العرب بعلوم وثقافات الشعوب الأخرى وبدئوا بالتتلمذ على أيدي علمائهم ومثقفيهم واكتساب المعرفة المتنوعة منهم في مختلف مجالات العلوم والحساب والفلك، وتمكنوا من تفهم عناصر الحضارات الأخرى ومكنوناتها، وعملوا هم وغيرهم من المسلمين العجم على بناء حضارة عظيمة ومزدهرة محتفظين بروح الدين الإسلامي والمثل العليا المكوّنة له.
مرحلة الإبداع والابتكار: بدأت مرحلة الإبداع المتنوع مع منتصف القرن الرابع للهجرة واستمرت حتى بدايات القرن الثامن للهجرة، وتتمثل في التأثير الكبير الذي أحدثته الحضارة العربية الإسلامية في الحضارة الأوروبية في ذلك الوقت