سد مأرب هو عباره عن كتل صخريه أنشأت علي وادي Adhanah في وادي ضانا في بالق هيلز ، باليمن ، والسد الحالي يقع بالقرب من أنقاض سد مأرب العظيم ، ويرجع تاريخه إلي القرن 8 قبل الميلاد ، حيث أنه كان واحدا من العجائب الهندسية في العالم القديم وجزءا أساسيا من الحضارة العربية الجنوبية حول مأرب .
الخرق النهائي
وجاء في تقرير الحكايات المحلية إلى أن الأختراق النهائي للسد كان متوقعا من قبل ملك يدعى عمران ، والذي كان أيضا كاهن ، وفي وقت لاحق من زوجة الملك ، في أسطورة خرق السد بسبب الفئران الكبيرة التي تلتهم ذلك بأسنانها وتخدشه باظافرها ، في 570 أو 575 ، وفي هذه المرة تركت دون اصلاح ، وكان اختراق وتدمير سد مأرب حدثا تاريخيا ، ذكر في القرآن الكريم .
” لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ” “صدق الله العظيم “
السد الحالي
في الآونة الأخيرة ، تم بناء السد الجديد على مقربة من الموقع القديم ، وكان ذلك على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، الحاكم الراحل لدولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث أعيد توطينهم من مأرب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية ، وأجرى حفل الافتتاح في عام 1986 بحضور صاحب السمو الشيخ زايد .
يمتد السد الجديد إلى نحو 38 مترا إلي 763 مترا ، وهو مبني من الأرض عبر وادي ضانا ، وله القدرة على تخزين 398 مليون متر مكعب ، ويقع السد على بعد 3 كم من منبع أنقاض سد مأرب القديم والسد الجديد ، صمم لتخزين المياه لري سهول مأرب ، ومع ذلك ، فإن قاع الوادي في موقع السد الجديد يتكون من الطمي والحصى والمواد الرماليه التي يبلع سمكها من 30- 50 متر والتسرب ينبثق من هذا السد ليهدد هيكله ، ولكن لا يفقد المياه .
ويجري النظر في إعادة بناء سد مأرب القديم ، على حد سواء باعتباره بنية العمل ، وأيضا بمثابة معلم تاريخي وسياحي ، ويتم تحديد حجم العمل ، والمشاركه في هذا المشروع ممايجعل من الضروري عمل منظمات تعمل معا تحت رعاية اليونسكو ، وذلك باستخدام المساهمات المالية من المنظمات الدولية . شيدت السدود الحديثة في اليمن ، مثل سد Batis ومأرب ، لتستخدم في جمع المياه للسكان .
وقد بني سد مأرب دون دراسة لتقييم الأثر البيئي ، وبعض من آثار السد التي لم تكن متوقعة في عامي 1995 و 1996 ، ولكن تمت دراسة تأثيرها على جودة المياه والزراعة والمياه الجوفية والاوضاع الاقتصادية الاجتماعية ، ويمكن أن تصبح بحيرة للمياه محملة بأكثر من اللازم بالمغذيات النباتية عندما تكون الفيضانات ضعيفة ، ولا يتم التحكم في نمو الطحالب ، ولكن تم إدخال سمك البلطي النيلي للمكافحة البيولوجية لنمو الطحالب ، ويؤثر السد تأثيراً إيجابا على الزراعة والمياه الجوفية ضمن مخطط تصميم الري ، ولكن للسد أيضا تأثراً سلباً علي الأوضاع الصحية في أراضي المصب ، مع زيادة الصراعات حول توزيع المياه ، ولكنها تؤثر بشكل إيجابي علي النساء من خلال السماح لهم بالعمل في الزراعة والمشاركة في صنع القرار ، ويؤثر السد علي مستويات دخل المزارعين وتشجيع السياحة .
في عهد الآشوريين والبابليين والفرس بنيت السدود فيما بين 700 و 250 قبل الميلاد للحصول علي إمدادات مياه الري ، ومن السدود المعاصرة سد مأرب الترابي في جنوب الجزيرة العربية ، الذي بلغ أرتفاعه حوالي 600 متر لفترة طويلة ، ويحيط به مخرات ، وتم تسليم هذا السد إلى نظام من قنوات الري لأكثر من 1000 سنة .