زَيْد بن الدَّثِنَة بن مُعَاوِيةَ الأنصاري الخزرجي البياضي:
شهد بَدْرًا وأحدًا، وكان في غزوة بئر مَعُونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتّنعيم، وكان فيمن خرج مع بني لحيان مِن هُزيل إلى الرَّجِيع، فاستأسر يومئذٍ فدخلت به بنو لحيان مكة مع خُبَيْب بن عَدِيّ فباعُوُه من قريش، فقتلوهُ بمكة شهيدًا يوم قُتلَ خُبَيبٌ بن عدي، وآخَى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين خالد بن أبي البُكَيْر، حليف بني عدي بن كعب، وروى عاصم بن عمر بن قتادة أن نفرًا من عضَل والقارَة قدموا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد أحُدٍ، فقالوا: إن فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك، يُفقَّهوننا في الدين، ويُقْرئوننا القرآن، فبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم معهم خُبَيْبَ بن عدِيّ وزيد بن الدَّثِنة، وذكر نفرًا، فخرجوا حتى إذا كانوا بالرجيع فوق الهَدَّة، فأتتهم هُذيل فقاتلوهم وذكر الحديث، قال: فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فأمر به مولى له، يقال له: نسطاس، فخرج به إلى التنعيم، فضرب عنقه، ولما أرادوا قتله قال له أبو سفيان، حين قدم ليُقْتَل: نشدتك اللّه يا زيد، أتُحِب أن محمدًا عندنا الآن مكانك فنضربَ عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: واللّه ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تُصِيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا، وكان قتله سنة ثلاثة من الهجرة.