دائماً ما يعيش كلاً من جرير و الفرزدق في حالة من الهجاء لكل منهما الآخر و تفاخراً بالنفس و يعرفان بشعراء النقائض و ذلك عن طريق أبيات تحمل كلمات ذات معاني عميقة و معبرة و هنا يقول جرير عن الجهل : ( ألم تر أن الجهل أقصر بأطله و أمسى عماء قد تجلت مخايله )
و نأتي بمقارنة بينه و بين الفرزدق بقوله : ( أحلامنا تزن الجبال رزانة و يفوق جاهلنا فعال الجهل ) و هذا يعني بمفهوم جرير أن العقول تزن الجبال و لكن جميعها تصبح جاهله في وقت الغضب ، في حين أن الفرزدق يقول : ( أحلامنا تزن الجبال رزانة و تخالنا جنا إذا ما نجهل ) و نلاحظ أن كلاهما يتفقان على رزانة العقول و انها تزن الجبال و عند الغضب و سوء الظن تجن و تجهل و لكن نرى بروز الفرزدق ووضوح معنى العقل عند الرزانة و الغضب بشكل ملفت .