أنت الآن تسكن القصر الفسيح وتقطن الدار الرحيبة، وغداً ستكون في مكان آخر طال الزمان أو قصر:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه إن بناها بشر خاب بانيها
قال الله جل في علاه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:5-6].
إن المنادي كل يوم ينادي: يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا؟!
أين دارك غدا ؟؟...يا ابن ادم القبر كل يوم يناديك..
تمشى فى جماعة على الارض..وسوف تقع وحيدا فى بطنى
تفرح وتمرح على ظهرى..وسوف تبكى فى بطنى
تأكل اموال الرباوالحرام واليتمى على ظهرى..وسوف يأكلك الدود فى بطنى
تنظر الى الحرام بعينيك..وسترى ما ينتظرك فى بطنى
يا بن ادم تسمع الحرام باذنيك..وستسمع الاوهال فى بطنى
ياساهى ... ياغافل
سيحملك اهلك واخلائك الى تلك الحفره..سيتبعك مالك وولدك وعملك
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”إنّ الميت يتبعه ثلاثة: يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يرجع أهله وماله ويبقى عمله” رواه البخاري ومسلم
سترجع الدنيا وما فيها وستبقى رهين العمل، (فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه).وخسارة الأوقات أعظم من خسارة الأموال، قال اللّه تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} المؤمنون:99-100، فلا يقول: لعلِّي أزدادُ مالاً أو قصورًا أو مراكب فخمة أو غيرها من زينة الدنيا، ولكنّه يقول: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}، قال اللّه عزّ وجلّ: {كَلا} فلا رجوع، {إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا}.وانت ينادى عليك
رجعو وتركوك وفى التراب وضعوك وللحساب عرضوك ولو بقوا معك مانفعوك ولم يبقى معك الا انا وانا الحى الذى
أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: إن العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه، وإنه ليسمعُ قَرْعَ نعالِهم, أتاه ملكانِ ، فَيُقعَدانِه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ، لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فأما المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه، فَيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِكَ من النارِ، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا من الجنةِ، فيراهما جميعًا. قال قَتادَةُ وذكر لنا: أنه يُفْسحُ في قبرِه، ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ، قال: وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ ، فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ من حديدٍ ضربةً ، فيصيحُ صيحةً، يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين. { صحيح البخاري }