كيف كانت اوضاع شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام ؟
لقد كان العالم فى حاجة إلى مجيء محمد (صلى الله عليه وسلم) ليرشد الناس إلى عبادة الله الواحد وينشر فيه قيم العدل والمساواة والتسامح والرحمة بعد أن عم فيه الظلم والفساد فى جميع الأجناس وفى كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
نجد أن العالم كان يحكمه قوتان كبيرتان هما :
دولة الروم :
- كانت تحتل بعض البلاد العربية مثل مصر وبلاد الشام
- وهى دولة استنزفت خيرات البلاد التي
احتلتها وعاملت أهلها معاملة سيئة
- وكانوا يعتمدون فى حكمهم لهذه البـلاد
على القـوة والقهـر و يضطهدون كل من
يخالفهم فى الرأى أو العقيدة ورغم اعترافهم
بالمسيحية ديناً رسمياً للبلاد فإنهم انحرفوا
عن مبادئها التي جاء بها عيسى عليه السلام
دولة الفرس :
- كانت تحتل بلاداً عربية مثل العراق واليمن
- اعتبر حكامها أنفسهم من نسل الآلهة
- سيطروا على خيرات البلاد واعتبروها ملكاً لهم واضطهدوا أهلها
- كثرت فيها الديانات الوثنية مثل عبادة النار والنجوم والكواكب والماء وقد كانت بينهم وبين الروم حروب استمرت حتى مجيء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقد تحدث عنها القرآن
كما كانت هناك بلاد أخرى بجانب هاتين الدولتين مثل :
الهند :
- كان مجتمعاً عنصرياً يميز بين الناس كثرت فيه الديانات فكانوا يقدسون البقر وأنواعا
اخرى من الزواحف كالأفاعي ومن الحيوانات كالقردة
* هكذا كان العالم حول شبه الجزيرة العربية كثر فيه الديانات البعيدة عن عبادة الله الواحد الأحد تحكمنه القوة والقهر ليس فيه مكان لعدل والمساواة والتسامح والرحمة أليس هذا العالم فى حاجة إلى محمد (صلى الله عليه وسلم)
شبه الجزيرة العربية أرض الحضارات والديانات
كانت ومنذ زمن بعيد منطقة هادئة بعيدة عن الصراعات والانحرافات التى كانت سائدة فى
البلدان الأخرى .
قامت فيها حضارات قديمة مثل حضارة قوم عاد وثمود وسبأ الذين جاء ذكرهم فى القرآن
كما قامت فيها دول وممالك أخرى مثل :
- الحيرة والغساسنة فى الشمال
- مدن مكة ويثرب فى الوسط
- معين وحمير فى الجنوب
أولاً : الحياة الدينية :
كانت شبه الجزيرة العربية مهداً لكثير من الأنبياء منهم :
- هود عليه السلام الذى أرسله الله إلى قوم عاد
- صالح عليه السلام الذى أرسله الله إلى قوم ثمود ( فكذبوهما وكفروا بربهم فأهلكهم الله )
- شعيب عليه السلام الذى أُرسله الله إلى قوم مدين
- إسماعيل الذى نشأ فى مكة واقام مع أبيه إبراهيم عليهما السلام بيت الله الحرام لذا عرف أهل مكة ومن حولها التوحيد والإيمان بالله ومع مرور الزمن دخلت عليهم عبادة الأصنام فانحرفوا عن التوحيد واتخذت كل قبيلة منهم صنماً مثل ( هبل ـ اللات ـ العزى ـ مناة )
كما انتشرت اليهودية والمسيحية فى أجزاء قليلة من شبه الجزيرة العربية وبقى القليل منهم على الحينفية ديانة إبراهيم عليه السلام
ثانياً : الحياة السياسية :
بم تفسر: كان النظام القبلى هو النظام السائد فى شبة الجزيرة العربية ؟
ج : لأنها كانت عبارة عن قبائل متفرقة لكل منها شيخ يحكمها يتم اختياره من بين أفرادها
ويتصف بـ : [ الحكمة والشجاعة والكرم ]
كان لكل قبيلة قانون يحدد حقوق وواجبات كل فرد
كانت قبيلة قريش بمكة من اشهر القبائل العربية
القبيلة :
جماعة من الناس ينتمون إلى أصل واحد مشترك وتربطهم رابطة الدم والنسب والعصبية
ثالثاً : الحياة الاقتصادية :
عرف أهل الجزيرة العربية الرعى والزراعة والصناعة والتجارة
1) الرعى : كان الحرفة السائدة فى البادية ( الصحراء )
2) الزراعة : كانت قليلة لندرة الأمطار ويزرع عليها بعض الحبوب والثمار
3) الصناعة : عرفوا بعض الصناعات مثل الرماح والسيوف والتماثيل
4) التجارة : كان أهل مكة أكثرسكان شبه الجزيرة مكانة تجارية حيث كانوا يقومون
برحلتين تجاريتين هما رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام وقد ورد ذكرها
فى القرآن الكريم
رابعاً : الحياة الثقافية :
اشتهر العرب بالشعر والخطابة ولم تكن أسواقهم مثل سوق عكاظ وذى المجاز مجالاً
للتجارة فقط بل كانت ميداناً تنافس الشعراء والخطباء ومن شعرائهم :
[ حسان بن ثابت وكعب بن زهير ]
خامساً : الحياة الاجتماعية :
كان المجتمع العربى قديماً ينقسم إلى :
- البدو وهم الذين يسكنون الصحراء ويعملون برعي الإبل
- الحضر وهم الذين يسكنون المدن ويعملون بالزراعة والصناعة والتجارة
انتشر بين العرب قبل الإسلام عادات سيئة منها :
- الأخذ بالثأر - وأد البنات ( دفن البنات أحياء )
- شرب الخمر - لعب الميسر " القمار"
كما كان للعرب قبل الإسلام ببعض الأخلاق الحميدة مثل :
- الشجاعة - الكرم - الوفاء بالعهد
- العفو عند المقدرة - حماية الجار - الصبر
كما حظى بعض النساء فى المجتمع العربى بمكانة عالية امثال :
- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها
- ومارس بعضهن الطب مثل السيدة رقية وأم عطية الأنصارية
لقد كانت أحوال شبه الجزيرة العربية تمهد الطريق أمام ظهور الإسلام الذي أحدث تغيراً جوهرياً فى حياة العرب