وهذه من أعظم حقائق التوحيد أن تعتقد بأن المشرع هو الله تعالى، وأن الآمر للعباد والناهي لهم، والمحلل لهم والمحرم عليهم، هو الله -عز وجل-؛ فما شرعه لهم من شأن رمضان وما أمرهم فيه وما نهاهم عنه فيه، وما أحله لهم في ليالي رمضان وما حرمه عليهم في نهاره، كما في قوله تعالى: (أُحِل لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) [البقرة:187]، وقال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة:187]، كل هذا اعتقاده، من توحيد الله. من توحيد الله في ربوبيته؛ فهو الخالق، وله الحق في التشريع للمخلوق، قال تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) [آل عمران:54]، وهنا أيها الصائم حينما تعتقد ذلك تحقق التوحيد وترد على الماديين والعلمانيين والمستشرقين الذين يشككون في شريعة الصوم وغاياتها وحكمتها.