ونقل الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان الدعاء من كتاب البلد الأمين . بعد استشهاد الحسين بن علي صاحب فخ، أخذ الهادي يتوعّد الأحياء منهم، وهم بقتل آل الرسول ومنهم الإمام موسى الكاظم. وكتب علي بن يقطين إلى الإمام بصورة الأمر فورد الكتاب، فلما أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فأطلعهم على ما ورد عليه من الخبر فقال: ما تشيرون في هذا؟ فقالوا: نشير عليك ـ أصلحك الله ـ وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار وتغيّب شخصك دونه. فتبسم الإمام ثم تمثّل ببيت كعب بن مالك أخا بني سلمة وهو: زعمت سخينة أن ستغلب ربّها فليغلبنَّ مغالب الغلاب وأقبل الإمام نحو القبلة ودعا بدعاء الجوشن الصغير المعروف الوارد عنه (عليهالسلام) ثم قال (عليهالسلام) : « ـ وحرمة هذا القبر ـ قد مات في يومه هذا واللهو {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} ». قال الراوي: ثم قمنا إلى الصلاة وتفرّق القوم فما اجتمعوا إلاّ لقراءة الكتاب الوارد بموت الهادي والبيعة للرشيد.