إن من يظن أنَّ الإعاقات التي يصيب بها الإنسان هي فقط نتيجة لأسباب خلقية فأنه خاطئ الظن حيث أنه توجد بعض الحوادث التي تسبب الحروق والاصابات البالغة التي قد تصل الى الاعاقات مثل الحوادث المرورية التي تصيب مستخدمي الطرق سائقين أو مشاة وقد تؤدي هذه الاصابات إلى إعاقة دائمة مثل الحروق و بتر الأعضاء أو إصابة بشلل نصفي أو كامل الجسد نتيجة التعرض لهذه الحوادث المرورية.
تعد مشكلة الحوادث المرورية من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات على مستوى العالم حیث أنها تستنزف قدراً كبيراً من الموارد البشریة، كما أنها تتسبب في خسائر اقتصادية، وآثار اجتماعية كبيرة.
ومن أهم الاسباب التي أكدتها لنا الكثير من الابحاث في مجال الاعاقات والتي تسبب الاعاقات الحركية : أسباب خلقية, أسباب وراثية وأسباب مكتسبة نتيجة الحوادث .
وهذا ما يوضح لنا ان الاصابة بالاعاقة ليس فقط لاسباب خلقية ووراثية انما لاسباب مكتسبة ايضا مثل الحوادث والتعرض للمخاطر مثل الحوادث المرورية.
و حسب ما قالته منظمة الصحة العالمية ان الحوادث المرورية تعد ثاني الاسباب الرئيسية للوفاة للفئة العمرية ما بين 5 و 29 سنة , وثالث الاسباب للفئة العمرية ما بين 30 و 44 سنة. وتؤدي الى اعاقة 50 مليون شخص تقريبا على مستوى العالم سنويا و وفاة ما يقارب 1.3 مليون شخص سنويا.
وبعد عدة دراسات وابحاث لحوادث المرورية تم الوقوف على عدة اسباب والتي تؤدي الى حدوثها ومن ابرزها: عبور الاشارة الحمراء – عدم الالتزام بخط السير – دخول الشارع قبل التأكد من خلوه- السرعة الزائدة- القيادة بطيش وتهور- انفجار الاطار- عدم تقجير السائقين للطريق- عدم ترك مسافة كافية اثناء السير وغيرها من الاسباب.
إن الحوادث المرورية تسبب انواع مح\ختلفة من الحوادث من البسيطة والمتوسطة و البليغة والوفاة, غير ان كل هذا كله بجانب اثار نفسية واجتماعية و اقتصادية على الفرد والمجتمع.
ولهذا يجب على المجتمع والدولة ان تحيط الجميع بوعي مروري حتى نتجنب ما يحدث من حوادث مروررية وما يترتب عليها من اضرار مختلفة. و الوعي المروري هو معرفة قائد السيارة بقواعد وتعليمات المرور وآدابه و معرفة المشاة و مستعملي الطريق لقواعد وآداب المرور وأماكن عبور المشاة، البشرية والمادية نتيجة الحادث. ومن عناصر الوعي المروري:
العلم بقواعد المرور وأنظمته.
الوعي بأخطار استعمال المركبات.
ومن هنا نرى ان الوعي بالمخاطر المرورية والمشاكل التي تحدث من الحوادث المرورية يبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع ومؤسسات الاعلام والجمعيات ووضع خطط وطرق تعمل على تجنب مثل هذه الحوادث والمخاطر المرورية التي قد تؤدي لاصابات ومشاكل واضرار جسمية ونفسية واجتماعية واقتصادية والحد من آثارها التي تهدد حياة الأفراد بالوفاة أو الإصابة بالإعاقة.