نوع المؤرخون المسلمون في عرض الماده التاريخية لهذه الأسباب:
الظروف الاجتماعية والثقافية السائدة في شبه الجزيرة قبل الاسلام فقد ترتب عليها اهتمام العرب (بالايام والانساب) واستمر هذا الاهتمام بعد ظهور الاسلام وكانت (الرواية الشفوية) هي الوسيلة التي تناسب الوضع الثقافي السائد في ذلك الوقت وكانت المبالغة والاشادة بالبطولاتوغير ذلك مما قد لا يساير المنطق شيئاً طبيعياً يردده الرواه وتناقلته الاجيال دون نقد او محاولة تجريح .
الظروف الخاصة ببعض جهات شبه الجزيرة كاليمن في الجنوب والحيرة في الشمال ، فقدوجدت بعض النقوش على المباني القديمة في اليمن تحكي اخبار ملوكهم وامورهم العامة التي تدل على نوع من الاستقرار والتقدم الاقتصادي، كما ان ما عثر عليه في كنائس واديرة الحيرة يصور اخباربصور اخبار ملوك الحيرة ويعطي فكره عن ظروف هذه البلاد السياسية والاجتماعية .
وفي المدينة المنورة كانت دراسة سيرة الرسول وسيره اتباعه والمغازي والغزوات واقعاً كبيراً للكتابة التاريخية وقد اتخذت الكتابة في هذا المجال مسار علوم الحديث من حيث الاسناد ومحاولة تحري الحقيقة وتنقية الاحداث عن واقعها.
وتأثرت الكتابة التاريخية عند العرب ايضاً بالمشكلات التي احاطت بالامة العربية كالشورى ومسألة الخلافة وظهور الاحزاب السياسية والشعوبية والصراع بين العرب والموالي.
ان انتشار القبائل العربيةفي الامصار نقل مركز الثقل الى جهات اخرى خارج شبه الجزيرة العربية وبالطبع اثر هذا في الكتابة التاريخية.
ففي العراق ظهر الاهتمام من جديد بالقبلية وامجادها، كما ظهرت مؤشرات جديدة في الكتابة التاريخية تربحة تأثر العرب في هذه البلاد بتيارات اخرى فارسية.
ادى التصادم بين المبادئ والافكار لمبدأ القدرية او حرية الارادة ومبدأ الجبر الذي تبناه الامويون، بالاضافة الى المشكلات المتعددة التي اثيرت في ذلك في كتابات مؤرخيالقرن الثالث الهجري على وجه الخصوص .
على ان نشأة الدواوين وتطورها خاصة بعد ان اتسع نطاق الدولة العربية وشعبت مشاكلها اوجد سجلات رسمية ومصادر اصلية للكتابة التاريخية استخدمها واستند اليها كثيرون من المؤرخين.
وكان اهتمام المؤرخين العرب مركزاً في البداية على شؤونهم وما اتصل بهم من دول، ثم اتسمت الكتابة التاريخية بشمول اكثر يمثل وحدة التاريخ وتكامله.
ولا شك في ان المؤرخين العرب كان لهم دورهم في ارساء بعض المبادئ الهامة في الكتابة التاريخية كالاهتمام بذكر المصادر.
ولقد شدد المؤرخون المؤرخون المسلمون على ضرورة الامانة والدقة في النقل.