الحوار الذي دار بين موسى والخضر:
"قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا، قال إنك لن تسطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ، قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا، فأنطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ، قال ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا، قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من من أمري عسرا، فأنطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسازكيه بغير نفس لقد جئت شيئا نكرت، قال ألم أقل لك إنك لن تستطع معي صبرا، قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدني عذرا فأنطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدار فيها جدار يريد أن ينقض فأقامه فقال لوشئت لاتخذت عليه أجر، قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأول ما لم تستطع عليه صبرا، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفيتة غصبا، وأما الغلام فكان أبواه مؤنين فخشيا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغ أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا..
