الفرق بين لم ولما الجازمتين :
الفرق بين (لم) و (لمّا) عند دخولها على الفعل المضارع:
- (لم): حرف جزم ونفي وقلب،
1- أما الجزم فلدخوله على الفعل المضارع فيجزمه.
2- وأما النفي فلأنه ينفي وقوع الفعل.
3- وأما القلب فلأنه يقلب معناه من الحاضر إلى الماضي.
ومثال ذلك: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (الإخلاص: 3، 4).
- (لمّا): وكذلك (لمّا) فهو حرف يدخل على المضارع،فيجزمه.
2- وينفي وقوعه.
3- ويقلب زمانه إلى الماضي.
ومثال ذلك: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} (ص: 8).
{كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} (عبس وتولى: 23).
ورغم هذا الاتفاق فإنهما يفترقان في أربعة أمور وهي:
1- المنفي بـ(لمّا) يجب اتصاله بالحال، أما المنفي بـ(لم) فهو:
- قد يكون متصلاً بالحال نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (الإخلاص: 3، 4). وكذلك: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (مريم: 4).
- وقد يكون منقطعاً نحو: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَنِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} (الدهر: 1). لأنّ المعنى: أنّه كان بعد ذلك شيئاً مذكوراً.
أن (لمّا) تؤذن بثبوت ما بعدها نحو: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} (ص: 8)، أي إلى الآن لم يذوقوه، وسوف يذوقونه، و(لم) لا تقتضي ذلك. قاله الزمخشري.
3- أن الفعل قد يحذف بعد (لمّا)، يقال: هل دخلت البلد؟ فتقول: قاربتها ولمّا، تريد: ولمّا أدخلها. ولا يجوز: قاربتها ولم.
4- أن (لمّا) لا تقترن بحرف الشرط بخلاف (لم). تقول: إن لم تقم قمت، ولا يجوز: إن لمّا تقم قمت.
ثانياً: كيف نفهم الفرق بين (لم) و(لمّا) على ضوء فهم قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} (يونس: 39).