لقد قام التقويم الميلادي على أساس التقويم الروماني القديم؛ حيث اعتمد الرومان على القمر في حساب تواريخ الأيام، وكان الشهر القمري يتكون من 29-30 يوماً بالتناوب.
في سنة 46 ق.م اقترح الفلكي المصري الأصل المعروف باسم بمساعدة من عالِم فلكيّ إغريقيّ أن تصبح السنة 365 يوماً لمدة ثلاث سنوات فقط، وهو ما يُسمّى بالإصلاح اليولياني القديم، وقد وافق يوليوس قيصر على ذلك، وتمت تسمية التقويم هذا باسم التقويم اليولياني.
وقد تراكم الخطأ مع مرور السنوات، وأصبح لا بُدّ من معالجة الفرق بين التقويم اليولياني والسنة الشمسيّة، وقد ظهر ذلك في القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث خرج التقويم اليولياني عن مساره، وكان ذلك في زمن البابا جريجوري الثالث عشر
وقد اهتم جريجوري بإصلاح التقويم الروماني، وعُرِف ذلك بإصلاح جريجوري، واشتمل هذا الإصلاح على اقتطاع عشرة أيام من عام 1582م، وتمّ تعيين يوم الاعتدال الربيعي ليكون 21 مارس وبذلك أصبحت السنة تتكون من 365 يوماً ولمدة ثلاث سنوات متتالية، وهذه هي السنوات البسيطة.
اما السنة الهجرية لم يتدخل أحد في اختيار أسماء شهوره، ولا في اختيار أطوال الأشهر أو ترتيبها، ولا يمكن لأحد أن يبدّل شهراً بآخر أو يغيّر مكانه، أو يزيد يوماً على شهر أو ينقص منه، حيث تمّ تحديد عدد الشهور في القرآن الكريم، فقال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ)،[٦][١] وقد تمّ اعتماده ليكون تقويم الدولة الإسلاميّة، أمّا وقت اعتماده فكان بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان اليوم الأول من محرم عام 17هـ هو بداية أوّل سنة هجريّة بعد أن اعتُمِدت السن الهجرية.
إنّ الفرق بين التاريخَين الهجري والميلادي يبلغ ما يقارب 622 سنةً، إلا أنّ هذا الفرق يقلّ تدريجياً وببطء مع مرور الوقت، ويبلغ عدد أيام السنة الشمسيّة 365 يوماً و6 ساعات و9 دقائق و5.9 ثواني، أمّا عدد أيام السنة القمريّة فيبلغ 354 يوماً و8 ساعات و48 دقيقة و36 ثانية، وبذلك فإنّ الفرق بين السنة الميلاديّة والهجريّة نحو 10 أو 11 أو 12 يوماً.