المراد من قوله تعالى إن فى ذلك لذكرى: تلك الآية من سورة ق: ويقصد بها الكفار الذين هلكوا بكفرهم، وحل بهم عذاب الله سبحانه وتعالى، وأن ذلك يجب أن تتخذه قريش كذكرى، حتى تتفكر فيه وتأخذ منه عظة، فيتخلصوا من كفرهم، ويتوبوا إلى بارئهم، حتى لا يحل عليهم غضب الله.
وفى تلك الآية يوجد عدة تأويلات نذكر منها الآتى:
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) : أي من هذه الأمة ، يعني بذلك القلب : القلب الحي .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لمن كان له قلب ) قال : من كان له قلب من هذه الأمة .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( لمن كان له قلب ) قال : قلب يعقل ما قد سمع من الأحاديث التي ضرب الله بها من عصاه من الأمم . والقلب في هذا الموضع : العقل . وهو من قولهم : ما لفلان قلب ، وما قلبه معه : أي ما عقله معه . وأين ذهب قلبك؟ يعني أين ذهب عقلك .
وقوله ( أو ألقى السمع وهو شهيد ) يقول : أو أصغى لإخبارنا إياه عن هذه القرون التي أهلكناها بسمعه ، فيسمع الخبر عنهم ، كيف فعلنا بهم حين كفروا بربهم ، وعصوا رسله ( وهو شهيد ) يقول : وهو متفهم لما يخبر به عنهم ، شاهد له بقلبه ، غير غافل عنه ولا ساه .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) يقول : إن استمع الذكر وشهد أمره ، قال في ذلك : يجزيه إن عقله .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( أو ألقى السمع ) قال : وهو لا يحدث نفسه ، شاهد القلب .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( أو ألقى السمع وهو شهيد ) قال : العرب تقول : ألقى فلان سمعه : أي استمع بأذنيه ، وهو شاهد ، يقول : غير غائب .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) قال : يسمع ما يقول ، وقلبه في غير ما يسمع .